الأربعاء، 9 نوفمبر 2011
الجاموسة إسرائيل و التنانين المقاومين
بقلم : سليم سليم
جزيرة الكومودو في إندونيسيا تعد جزيرةً منعزلةً وقاحلة و يعيش فيها القليل من البشر ويحكمها عملاقٌ زاحف يبدو أنه قد نجا من عصر الديناصورات يعرف ب "تنين الكومودو " .
يبلغ طوله هذا التنين 9 أقدام وهو مفترس وشرس و له مخالب عملاقة و لديه 60 من الأسنان وهو الكائن الوحيد المتواجد داخل الجزيرة وهو بلا منازع من أشرس مفترسات الأرض.
في الغالب تصطاد التنانين فرسيتها بسهولة بعد أن تضع لها الكمائن لتتغلب عليها بكل أريحية ولكنها أحياناً تحاول أن تحصل على شيئاً أكبر من الفرائس .
وقعت أعين التنانين على جاموس الماء الذي يعد حجمه أكبر ب 10 أضعاف من التنين بينما هو ينام خلال فترة حرارة النهار في موسم الجفاف عادة .
تختبئ التنانين حول الحدود و يشاهدهم الجاموس معتبراً إياهم مصدراً للإزعاج بالنسبة له ولكنه لم يعتبرهم مصدراً للخطر و هنا كان الخطأ , في ذات الوقت يخاف الجاموس من ركلةٍ أو لكمة قد تصيبه أو تهلكه .
في حين تحاول التنانين أن توجه عدة ضربات للجاموس حتى تضعف من قوته شيئاً فشيئاً فقد تمكن أحد التنانين من عض الجاموس من قدمه مرة فأخرى , فيما تنبهت التنانين الأخرى لذلك بأن الجاموس قد أصيب في قدمه فعلاً وفاحت رائحة الدم منه , وحاول التنين أن يعضه عضة أخرى من رأسه ولكنه لم يفلح , فلفقد أنتهت المواجهة هذه ليذهب الجاموس بعرجة وبدت التنانين كأنها فشلت في القضاء عليه .
لكن التنانين بعد ذلك أظهرت إهتماماً بالغاً بالجاموس وأصبحت تلاحقه أينما ذهب , ومع مرور الأيام كبرت جروح الجاموس ولم تلتئم , وبدأت يضعف جسدياً , لتبدأ طريقة صيد التنانين بالوضوح أكثر , فلفقد أكتشفوا حديثاً أن للتنين سُم كالأفعى وفي النهاية ستؤدي عضته للهلاك لكنها ستأخذ عدة أسابيع وعلى كل الأحوال سينتظر التنين وجبة فاخرة بهذا الحجم .
وبدأت العملية بجني الثمار أخيراً أصبح الجاموس بعد 3 أسابيع ضعيفاً جداً وقد شعرت التنانين بأن نهايته قد إقتربت فعلاً في ذات الوقت هي حذرة منه أن يضربها لأنها لازال قادراً على ذلك ولأن ركلة منه لن تكون سهلة على الإطلاق .
بدأت التنانين تدريجاً الإلتفاف حوله لتبدأ بالقضاء عليه وبدأ الهجوم وتقنية التنين لا ترحم أبداً وهي الطريقة الوحيدة ليحصل من خلالها على وجبة بهذا الحجم وسيحتاجونها في الأوقات الصعبة إذا ما أرادو النجاة .
لقد مات الجاموس في الليل بعد أن هجمت عشرة تنانين لتتجمع و تأكل , ثم جرّدت الجاموس من اللحم خلال أربع ساعات فقط .
أشعر بأن إسرائيل تشبه كثيراً ذلك الجاموس الذي يبدو أكبر بعشرة أضعاف الخصم الذي يقاومه , فإسرائيل من أكبر الجيوش عدةً وعتاداً ,و تصف جيشها بالذي لا يقهر فيما كانت تسخر من المقاومة الفلسطينية و حتى العربية والإسلامية .
و أن هذا الجاموس أتى في مكان غريب لا يسكنه إلا التنانين , وإسرائيل غريبة كل الغرابة عن منطقتنا العربية فلا هناك قرابة في لغة أو دين ولا نسل ولا أي شيئ فهي أقرب لدولة " لقيطة " .
ثم إن المقاومة عليها أن تدرك جيداً الطريقة التي تجعلها تقاتل فيها وتضرب وتدافع فيها عن نفسها أيضاً وتبقى دوماً تراقب عن كثب بشكل جيد وتستغل كل فرصة , و عليها أن لا تستلم أبداً للخصم وإن قتل وجرح وأسر الآلاف , وإن دمروا واقتلعوا و هدموا فالنصر لا بد له من تضحيات , وهو أيضاً بحاجة لصبر و مشقة و جهد وعناء كثير فالطريق صعبٌ وطويل .
وما أجمل القاعدة التي تعملناها منذ الصغر التي تقول إن التفرق ضعف والإتحاد قوة فإذا ما كنا موحدين فنحن بطبيعة الحال أقوى وإن كنا متفرقين فنحن ضعفاء ولن ننتصر , فالتنين وحده ما كان ليستطيع أن ينتصر لولا تكاثف التنانين الأخرى التي كان برفقته .
ثم إن إسرائيل التي علت في الأرض وتجبرت لا بد وأن لها نهاية فكما تم القضاء على الجاموس بتكاتف التنانين , فلا بد من أن تكون هنالك نهايةٌ لإسرائيل بتكاثف المقاومين .
10 نوفمبر 2011
الخميس، 3 نوفمبر 2011
أسرى محررون يشاركون في إعتصام الصليب الأحمر بغزة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)