أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الخميس، 9 سبتمبر 2010

وقفة وفاء مع صاحب العطاء



مصور مرئية وفضائية الأقصى الراحل : عبد الكريم عبد الله
بقلم : سليم محمد سليم 
منذ أن وطأت قدماي مرئية الأقصى التي كانت في تل الزعتر بمخيم جباليا شمال القطاع كان من الأناس الأوائل الذي تعرفت عليهم , ودخلوا القلب دون إستئذان , فجذبني إليه بطيبته وبساطته وإبتسامته التي لا تكاد تفارقه .

شاب ليس كأي شاب , و رجل ليس كأي رجل , إنه عبد الكريم عبد الله مصور مرئية وفضائية الأقصى , الذي وافته المنية مساء الأحد 26 رمضان . 

كان محافظاً على عمله على أكمل وجه , ممتشقاً كاميرته التي أحتضنها وما كاد يتركها , وكأن هناك عشقاً بينهما , تجده مصوراً في الأفراح والأتراح , فكما شاهدناه في الحرب والإجتياحات , كان في الأفراح والمسرات .

لقاءات عديدة وكثيرة جمعتنا , فكنا أسرة واحدة نعمل و نصلي و نأكل ونشرب مع بعضنا البعض , و ننسج القصص و الأحاديث , ونتبادل الضحكات والإبتسامات .

أذكر يوم عرسه جيداً يوم أن ذهبنا كطاقم مرئية الأقصى لنشاركه حفل زفافه , الكل بدا فرحاً مسروراً له , ويشارك بالتصفيق و الغناء للعريس عبد الكريم , لإدخال المسرة  و الفرحة على قلبه وهو كان في بالغ سعادته في هذه  المناسبة الفارقة له  . 

وبعد العرس بفترة قصيرة كنا قد إنتهينا من العمل مساءاً و بمزحة صغيرة يقول أحد الأخوة بأننا اليوم معزومون على العشاء عند عبد الكريم , وإذا به يستعد لذلك بل ويصر عليه وإلا فالزعل سيحل بيننا  , لا مكان للزعل بيننا يا عبد الكريم  نزلنا جميعاً عند رغبته وذهبنا , وتناولنا معه طعام العشاء في بيته المتواضع في أطراف جباليا. 

ما أحزننا هو نبأ يفيد بأن عبد الكريم أصابه مرض عضال أظهر على وجهه الضعف والهزل , لينقل مرة وأخرى للعلاج في القاهرة , لكن مرضه لم يستطع أن ينال من عزيمته لوهلة واحدة فكان دائماً صابراً على الضراء محتسباً مؤمناً بالله .

في المرة الأولى لرحلة علاجه للقاهرة رزق عبد الكريم بالطفلة الأولى فلم يتسنى له رؤيتها في أيام ولادتها الأولى , وفي المرة الثانية رزق بطفلة أخرى عندما كانت زوجته ترافقه في رحلة العلاج لمصر . 

وتعود الأخبار من جديد عن عبد الكريم ورسائل المناشدة بالدعاء له تتواصل لم تنقطع , وهذه المرة يتوارد خبر كالصاعقة على آذاننا , يفيد بوفاته سريرياً ,  ليعود بعدها إلى غزة حيث أهله وأحبابه , ليقبع في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة .

وتمر عدة أيام على عبد الكريم وهو في مستشفى دار الشفاء قسم الأورام , و الأهل والصحب يتهافتون لزيارته , و الجميع يدعو له بالرحمة والمغفرة , حتى جاءت ليلة السابع والعشرين من رمضان ( ليلة القدر ) ليفارق الحياة , ولهذه الليلة كما تعلمون أجر فضيل وكرامات فهي ليلة خير من ألف شهر , فكم أنتا محظوظ في وفاتك  .

رحمة الله عليك يا عبد الكريم  , نُشهد الله على صلاحك وإخلاصك , و تواضعك و نشاطك , كنت فينا الأخ الحبيب , نسأل الله أن يرحمك ويتغمدك في واسع رحمته , وأن يجمعنا وإياك  في الفردوس الأعلى وعند حوض الحبيب المصطفى , لن نقول وداعاً بل إلى في الجنات إن شاء الله .



هناك تعليقان (2):

  1. رحمه الله عليه واسكنة فسيح جناته
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. رحمه الله تعالي
    وأسكنه فسيح جناته
    وانا لله وانا اليه راجعون
    http://ktpqima.blogspot.com/

    ردحذف