مصور مرئية وفضائية الأقصى الراحل : عبد الكريم عبد الله |
بقلم : سليم محمد سليم
منذ أن وطأت قدماي مرئية الأقصى التي كانت في تل الزعتر بمخيم جباليا شمال القطاع كان من الأناس الأوائل الذي تعرفت عليهم , ودخلوا القلب دون إستئذان , فجذبني إليه بطيبته وبساطته وإبتسامته التي لا تكاد تفارقه .
شاب ليس كأي شاب , و رجل ليس كأي رجل , إنه عبد الكريم عبد الله مصور مرئية وفضائية الأقصى , الذي وافته المنية مساء الأحد 26 رمضان .
كان محافظاً على عمله على أكمل وجه , ممتشقاً كاميرته التي أحتضنها وما كاد يتركها , وكأن هناك عشقاً بينهما , تجده مصوراً في الأفراح والأتراح , فكما شاهدناه في الحرب والإجتياحات , كان في الأفراح والمسرات .
لقاءات عديدة وكثيرة جمعتنا , فكنا أسرة واحدة نعمل و نصلي و نأكل ونشرب مع بعضنا البعض , و ننسج القصص و الأحاديث , ونتبادل الضحكات والإبتسامات .
أذكر يوم عرسه جيداً يوم أن ذهبنا كطاقم مرئية الأقصى لنشاركه حفل زفافه , الكل بدا فرحاً مسروراً له , ويشارك بالتصفيق و الغناء للعريس عبد الكريم , لإدخال المسرة و الفرحة على قلبه وهو كان في بالغ سعادته في هذه المناسبة الفارقة له .
وبعد العرس بفترة قصيرة كنا قد إنتهينا من العمل مساءاً و بمزحة صغيرة يقول أحد الأخوة بأننا اليوم معزومون على العشاء عند عبد الكريم , وإذا به يستعد لذلك بل ويصر عليه وإلا فالزعل سيحل بيننا , لا مكان للزعل بيننا يا عبد الكريم نزلنا جميعاً عند رغبته وذهبنا , وتناولنا معه طعام العشاء في بيته المتواضع في أطراف جباليا.
ما أحزننا هو نبأ يفيد بأن عبد الكريم أصابه مرض عضال أظهر على وجهه الضعف والهزل , لينقل مرة وأخرى للعلاج في القاهرة , لكن مرضه لم يستطع أن ينال من عزيمته لوهلة واحدة فكان دائماً صابراً على الضراء محتسباً مؤمناً بالله .
في المرة الأولى لرحلة علاجه للقاهرة رزق عبد الكريم بالطفلة الأولى فلم يتسنى له رؤيتها في أيام ولادتها الأولى , وفي المرة الثانية رزق بطفلة أخرى عندما كانت زوجته ترافقه في رحلة العلاج لمصر .
وتعود الأخبار من جديد عن عبد الكريم ورسائل المناشدة بالدعاء له تتواصل لم تنقطع , وهذه المرة يتوارد خبر كالصاعقة على آذاننا , يفيد بوفاته سريرياً , ليعود بعدها إلى غزة حيث أهله وأحبابه , ليقبع في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة .
وتمر عدة أيام على عبد الكريم وهو في مستشفى دار الشفاء قسم الأورام , و الأهل والصحب يتهافتون لزيارته , و الجميع يدعو له بالرحمة والمغفرة , حتى جاءت ليلة السابع والعشرين من رمضان ( ليلة القدر ) ليفارق الحياة , ولهذه الليلة كما تعلمون أجر فضيل وكرامات فهي ليلة خير من ألف شهر , فكم أنتا محظوظ في وفاتك .
رحمة الله عليك يا عبد الكريم , نُشهد الله على صلاحك وإخلاصك , و تواضعك و نشاطك , كنت فينا الأخ الحبيب , نسأل الله أن يرحمك ويتغمدك في واسع رحمته , وأن يجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى وعند حوض الحبيب المصطفى , لن نقول وداعاً بل إلى في الجنات إن شاء الله .
رحمه الله عليه واسكنة فسيح جناته
ردحذفجزاكم الله خيرا
رحمه الله تعالي
ردحذفوأسكنه فسيح جناته
وانا لله وانا اليه راجعون
http://ktpqima.blogspot.com/