أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الأربعاء، 20 أبريل 2011

غزة تفتقد إريجوني



قبالة الميناء غرب مدينة غزة تقبع خيمة عزاء المتضامن الإيطالي المغدور فيتوريو إريجوني " فيكتور " , يردتاها الغزيين من كافة أطيافهم وألوانهم وأجناسهم يأتون تقديراً وعرفاناً منهم لدور الفقيد في مناصرتهم و مؤازرتهم , وفي الإستقبال أصدقاء فيكتور من المتضامنين والغزيين يرابطون داخل الخيمة منذ ساعات الصباح وحتى المساء , وما أن تجلس تلفتك صورٌ معلقة على كل الإتجاهات لفيتوريو .

ذكريات إريجوني
وكان إريجوني قد إختطف مساء الخميس 14-4-2011 من قبل مجموعة وصفت بالخارجة عن القانون , و هددت بقتله عبر فيديو على موقع اليوتيوب , إلا أنهم سرعان ما قتلوه قبل المهلة التي حددوها وذلك فجر يوم الجمعة بعد مضي قرابة 5 ساعات على إختطافه , ولاقي مقتل فيتوريو إستنكاراً شديداً من قبل الفلسطينين .

الفجر زارت خيمة عزاء المتضامن الإيطالي المغدور فيتوريو إريجوني , وألتقت بمجموعة من أصدقائه ..

وتقول صديقة إريجوني وعضو حركة التضامن الدولية إينجي (27) عاماً القادمة من بلجيكيا إنها كانت ترافقه في غزة لزيارة بيوت الشهداء والعائلات الغزية , وكانت تعمل وإياه تقارير إخبارية حول معاناة الغزيين لنشرها في المواقع الأجنبية , مضيفةً بأنها و إريجوني وضمن حركة التضامن الدولية كانوا يعكفون على القيام بمشروع قوارب في بحر غزة .

وأعتبرت المتضامنة البلجيكية فيتوريو بأنه كان من المقاتلين و من أشد المتضامنين للشعب الفلسطيني ويحب
غزة كثيراً , واصفة إياه بالشخص البشوش وبأن البسمة لا تفارق محياه .

صدمة الفراق
وتروي إينجي " للفجر" ظروف مقتل فيتوريو :" تلقيت خبر إختطافه بعد توجهي للبيت في ذات اليوم وشاهدت الفيديو على اليوتيوب , كنت أعتقد أنها عملية خطف و لم أتوقع قتله , وبعد ذلك سمعنا بخبر مقتل متضامن وذهبنا لمستشفى الشفاء بغزة ولم نجد الجثة حينها , توجهنا للبيت وفينا آمال كبيرة بأن لا يكون فيتوريو قد قتل فعلاً , لكن عندما تأكدنا من مقتله كانت صدمة كبيرة جداً بالنسبة لنا " .

وشددت المتضامنة البلجيكية بأن الحدث لا يمثل الشعب الفلسطيني في أي جانب من الجوانب , داعيةً إلى توضيح الصورة لدى المتضامنين بأن الفلسطينين لا يد لهم في هذا الفعل .

و تتحدث إينجي إن فيتوريو كان والده مريض بمرض عضال وكان والده يود أن يراه ويساعده على مرضه , ولكن المغدور فضل المكوث في غزة لأن فيها الكثيرين ممن يعانون نتيجة للحصار .

أما المتضامن الأمريكي نيتن صديق المغدور فيتوريو ( 33) عاماً الذي يعمل في حركة التضامن الدولية و وصل لغزة قبل 3 أشهر من شيكاغو فيقول " للفجر " بأنه تلقى خبر مقتل صديقه فيتوريو بألم شديد وأنه حزين على فراقه , مؤكداً بأنه غير خائف من هذه الحادثة وأنه سيمكث في غزة ل15 شهراً , وبأن من قام بهذه الجريمة مجموعة صغيرة لا تمثل الشعب الفلسطيني .

وأوضح المتضامن الأجنبي بأن هذا الفعل لن يغير نظرة الناس في العالم تجاه غزة المحاصرة , موجهاً شكره لكل من يأتي للتضامن مع غزة , داعياً إياهم في الوقت عينه إلى القدوم لغزة للتضامن مع أهلها لأن فلسطين محتاجةٌ إليهم و وجودهم مهم جداً لكسر الحصار .

ولم يستبعد عضو حركة التضامن الدولية بأن تكون إسرائيل خلف هذا الحادث لأنها سبق وتعرضت للمتضامنين كالمتضامنة الإيرلندية ريتشال كوري التي دهستها جرافات الإحتلال في غزة , وجوليانو الذي قتله الإحتلال في جنين , لكنه أستدرك بأنه لا توجد دلائل لحتى اللحظة حول الجهة التي تقف وراء العملية .

سفير إنساني
من ناحيته أوضح الطبيب علاء اللدواي ( 36) عاماً بأن فيتوريو مريضٌ بالحصوة ويتعالج في غزة التي تعاني من الأدوية والأجهزة الطبية بدلاً من بلده إيطاليا , مضيفاً بأنه كان يترك العلاج رغم حاجته له عندما تكون هناك فعالية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في الإحتجاجات ضد الجدار العازل في بيت حانون وغيرها من الفعاليات .

ويتذكر طبيب فيتوريو الذي تطورت علاقته معه إلى صداقة حميمة فيما بعد " عندما كان يأتي المغدور للمستشفى و يسلم على الجميع من الكاتب حتى المدير , وبأنه كان ودودٌ بالمرضي لا سيما الأطفال منهم الذين أحبوه كثيراً حيث كان يمازحهم ويلاعبهم " .

ويضيف اللدواي بأن فيتوريو كان قد أصيب من قبل قوات الإحتلال عندما كان يبحر مع الصيادين الذي تعترضهم قوات الإحتلال وتطلق النار عليهم , مشيراً إلى أنه كان يخاطر بنفسه كثيراً من أجل نقل الجرحى والشهداء , وأنه كان يساعد المرضى داخل المشفى كثيراً .

و حول شعوره بمقتل فيتورو يجيب الطبيب اللداوي : بكيت بحرارة عندما سمعت بمقتل فيكتور و أعتبر فراقه بمثابة نكبة له , متسائلاً لماذا يقتل وقد ترك عيشه في نعيم بلاده بأوربا تاركاً والده المريض السرطان وأتى للتضامن معنا و يعيش في حصار طوعاً لا كرهاً ؟!

و عن أخر رسالة دارت بينه وبين فيتوريو أرانا الطبيب الرسالة عبر الجوال التي تفيد " هل تستطيع أن تجد لي الدواء لتفيت الحصوة ؟ " .

بدوره يقول محمد الزعيم ( 25 ) عاماً عضو حركة التضامن الدولية من غزة و صديق فيكتور بأن ما شجعه لصداقة فيتوريو أن ترك بلاده وأتى لغزة للتضامن معنا , و أنه فخورٌ بصداقته لانه طيب ومليئ بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية و أنه كان لا يتواني في مساعدة و خدمة شعبنا .

متضامنون جدد
وفي معرض سؤاله عن كيفية وصول فيكتور لغزة يجيب الزعيم : وصل فيتوريو غزة ضمن أول سفينة لكسر الحصار مطلع 2008 , وبأنه تعرض لمضايقات من قبل قوات الإحتلال وصلت في إطلاق النار عليه في عرض البحر , وتم إعتقاله ونقله إلى ميناء أسدود والتحقيق معه ومن ثم ترحليه إلى بلده إيطاليا قبل أن يعود مرةً أخرى في قافلة جديدة لقطاع غزة .

و حول علمه عن كيفية مقتل فيتوريو يتحدث الزعيم : " عندما كان فيكتور يتدرب داخل نادي رياضي يتردد عليه دوماً في تل الهوا بغزة فاذا بمجموعة أسماهم "بالغربان السوداء" لا علاقة لهم بفلسطين ولا يتمون له بصلة إختطفوه , ولاحقاً قتلوه خنقاً بدمٍ بارد , ولم يستبعد الزعيم بأن يكون للإحتلال يدٌ في إغتياله لأنه هو المستفيد الأول من عملية الإغتيال .

وتفاجئ صديق المغدور بخبر إختطافه و مقتله كونه صاحب بنية قوية و روح مقاومة , معبراً عن صدمته لمقتله بعد ما تأكد له إختطافه عبر فيديو يوتيوب , ولاحقاً مقتله عندما رأه جثة هامدة فإنفجر بكاءاً على فراقه .

ويوضح الزعيم بان الإحتلال تلقى خبر مقتل فيكتور بفرحةٍ كبيرة كونه كان ناشطاً و يشارك ضدده في الفعاليات , وفي ذات الوقت كان مقتله يمثل صدمةً للشعب الفلسطيني والمتضامنين حسب قوله .

ويضيف الناشط في حركة التضامن : " بعد مقتل فيتوريو تواصلنا مع أهله فكانت والدته محبطةً وحزينة جداً ولكنها كانت متفهمة الصورة جيداً وأنها كانت تعلم بأن ابنها كان يحيق به الخطر , و قد عبرت والدته عن نيتها لزيارة غزة سيراً على طريق ابنها الذي رسمه بالدماء ".

وكشف الزعيم بأن أكثر 20 شخصاً قدموا طلباً للعمل كمتطوعين ضمن حركة التضامن الدولية و إستعدادهم للقدوم إلى قطاع غزة المحاصر بعد سماعهم مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو إريجوني , مستبعداً أن تؤدي هذه الحادثة إلى تغيير الصورة من قبل المتضامنين عن غزة .
وكان موقع وزارة الداخلية بغزة نشر الاثنين 18-4-2011، صوراً للمتهمين بجريمة قتل المتضامن الإيطالي
وهم "بلال العمري، وعبد الرحمن البريزات، ومحمد محمود نمر السلفيتي" وأحدهما أردني الجنسية , ورصدت الداخلية مكآفاة مالية لمن يستطيع القبض عليهم .

الاثنين، 18 أبريل 2011

الفلسطينيون : هرمنا وننتظر اللحظة التاريخية للإفراج عن أسرانا




تسير الشابة الفلسطينية المعاقة إيمان أبو صبحة ذات ال 24 ربيعاً على كرسيٍ متحرك تدفعه والدتها أمام مقر الصليب الأحمر بغزة في مهرجان جماهيري للتضامن مع الأسرى الفلسطينين داخل سجون الإحتلال نظمته وزارة الأسرى والمحررين بالتعاون مع العديد من المؤسسات المهتمة بالأسرى , و كأن ما فيها لم يكفيها فهي معاقة جسديأ نعم لكنها ليست معاقة وطنياً .

تضامن واسع
تقول الشابة العشرينة " لصحيفة الفجر " بصوت متحشرج " أتيت إلى هنا وشاركت في المسيرة في يوم الأسير للتضامن مع أسرانا الأبطال داخل سجون الإحتلال فكلهم أخوتي و أهلي وأتمنى لهم الفرج القريب والعاجل " .

وتوجه الشابة الفلسطينية رسالتها للأسرى قائلة " نعلم مدى المعاناة الشديدة التي تعانوها خلف القضبان لكن اصبروا و تحملوا وأحتسبوا الأجر عند الله فالحرية قريبة إن شاءالله " , مؤكدة بأنها عانت أيضاً من الحرمان وعدم الحرية وأن الأسرى ساعدوها و أستمدت الكثير من المعنويات على أثر صمودهم وصبرهم .

وللعالم وجهت الغزية المعاقة إيمان كلمتها " عليكم أن تشعروا بمعاناة أسرانا فهم يعانون كل يوم وكل ساعة ودقيقة يعانون الحرمان من أهلهم وأبنائهم وأطفالهم فمنهم من له أكثر من 30 سنة , فهؤلاء ناس مثلنا ويجب عليكم أن تتحركوا للإفراج عنهم وأن تحملوا قضيتهم في كل مكان " .

وأحيا الفلسطينيون في غزة والضفة يوم الأحد 17-4-2011 يوم الأسير الفلسطيني للتضامن مع الأسرى الأبطال داخل سجون الإحتلال وللمطالبة بالإفراج عنهم , فيما أعلن الأسرى داخل السجون الإضراب عن الطعام في هذا اليوم وذلك للفت أنظار العالم تجاههم و الإلتفات لمعاناتهم .

ورفع المشاركون في المهرجان التضامني لافتات تدعو للإفراج عن الأسرى داخل السجون , و تطالب المقاومة بالتمسك بصفقة تحرير الأسرى وإلى أسر مزيدٍ من الجنود , مرددين " بالروح بالدم نفديك يا أسير " , و " الشعب يريد تحرير الأسرى " .

حسرة وألم
الطفلة رغد النحال ذات الأعوام الخمسة التي لم ترى ولا تعرف شيئاً منذ والدتها عن عمها المأسور منذ قرابة عشرين عاماً فتبعثرت الكلمات على فمها عندما سألناها : أين عمك , فردت وبراءة الطفولة تملأ أعينها " عمي في السجن " تسكت رغد لبرهة وتنطق " عمي بطل من أبطال فلسطين " و عندما أردنا منها رسالة لعمها ترددت ثم قالت " إن شاءالله يا عمي تطلع بالسلامة , بحبك يا عمو " .

أنتقلنا لجدة رغد أم مازن النحال التي إلتقطت طرف الكلام بدورها لتقول " للفجر " وهو تتجرع مرارة فراق إبنها " لي أكثر من عشرين سنة ما شفت إبني أعتقلوه و عمرو 18 عام , وحكموه 37 سنة , ربنا يفك أسرو يا رب ويفك أسر جميع المأسورين إلي مثلك ويحلها عليكم وعلى كل مسلم موحد بالله بجاه النبي , الله يما يرضى عليهم ويوفقهم.
في هذه المناسبة فتقول " أتيت

وفي معرض ردها على سؤالنا برسالة للفصائل الفلسطينية تتحدث الحاجة أم مازن بإيجاز " رسالتنا الي الفصائل الوحدة الوطنية الوحدة الوحدة ان شاءالله يا رب بتوحدوا " .

وتخاطب أم الأسير العالم بينما تبدو الحسرة جليةً على وجهها منهم بالقول " أنظروا لنا بعين الإعتبار شوفوا أسرانا هم على " نتفة " جندي لخموا الدنيا كلها في إشارة منها للجندي المأسور لدى المقاومة جلعاد شاليط , وكل الدول تطالب بالإفراج عنو وإحنا عندنا آلاف الأسرى وما حدا بقول وين أنتم حرام عليكم نريد أبنائنا أغلب الأسرى مات آبائهم وأمهاتهم وما شافوهم حرام عليكم حنّوا عليهم و طلعوهم " .

و تطالب الحاجة الفلسطينية أم مازن المقاومة بأسر المزيد من جنود الإحتلال حتى تحرير كل الأسرى من السجون , وتمنيت لهم النصر والتمكين موجهة التحية لهم مثنية على جهودهم بأسر شاليط .

لم يكن الحال مختلفاً لدى السيدة الفلسطينية رايقة رجب حلس ( 37 عاماً ) فقد جاءت هي الأخرى للمطالبة بالإفراج عن أخواها الأسيرين نازح وشيبوب حلس اللذين لهم أكثر من خمس سنوات في الأسر من أصل 7 سنوات كان الحكم عليهما .

شاليط مقابل أسرانا
وتسرد السيدة الثلاثينية " للفجر " جزءاً من معاناتهم على فراق أخوتها داخل السجون: " لنا خمس سنوات لم نره من يوم ما سجنوا نريد رؤيتهم و لا يوجد تواصل معهم إلا بعض الدقائق الشحيحة بطرق صعبة للغاية من خلال ادارة سجون الإحتلال , أبنائهم أيضاً الأطفال يبكون يريدون أبآئهم , مرأتو ولدت وجابت بنت و ولد و إبنو الآن دخل الروضة وما شاف أبوه , وبتمر المناسبات والأعياد علينا وعلى الأطفال ونحن محرومون وإياهم من سماع حتى صوتهم " .

وتضيف السيدة الغزية بعد أن تتنهد قليلاً :" أتمنى منهم أن يصبروا ويصابروا حتى ربنا يجيب الفرج من عنده عليهم وعلى كل الأسرى والفرج قريب إن شاءالله " .

وتخاطب أخت الأسيرين عائلة شاليط بالقول " هو واحد وقالبين الدنيا عليه وإحنا آلاف الأسرى ومش قادرين نشوفهم , مش راح تشوفوا إبنكم جلعاد إلا لما نشوف إحنا أسرانا ومثل ما إبنكم غالي عليكم إحنا أخواتنا وأولادنا غاليين علينا " .

وتتمنى السيدة الفلسطينية من العالم تحديداً الأخوة العرب أن يتضامنوا مع الأسرى و يطالبوا بنقل قضيتهم وحمل همومهم في كل مكان و العمل على حلها و أن يخرجوا للتظاهر في كل مكان للتضامن معهم .

و يقبع أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني في معتقلات الاحتلال بينهم (12) نائباً من المجلس التشريعي الفلسطيني ، و(820 أسيراً) صدرت بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لعدة مرات ، ، إضافة إلى عشرات المعتقلين من الأطفال والنساء والشيوخ , و يعيشون ظروفاً قاسية تقوم قوات الإحتلال خلالها بجملةٍ من الإنتهاكات اليومية بحقهم من تعذيب وقمع، وإهمال طبي، وعزل انفرادي، إضافة إلى الحرمان من الزيارات، و الإبتزاز وسوء الطعام.

ويحذو الفلسطينيون الأمل بلحظة تاريخية فارقة بعد أن هرموا وملوا الأسر للإفراج عن أبنائهم الأسرى داخل سجون الإحتلال وتكسير عتمة السجن و الإطاحة بالسجان , فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .