أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الاثنين، 30 مايو 2011

هل ستكون ذكرى نكبة فلسطين ... تاريخٌ لبدء عودة أهلها ؟!

تقرير : سليم سليم


لم يكن يوماً عادياً الخامس عشر من آيار من العام 2011 بعد مضي 63 على نكبة فلسطين , فمن كل حدبٍ وصوب نفر الفلسطينون خفافاً وثقالاً في غزة والضفة المحتلة والقدس ودول الجوار في تظاهرات ومسيرات رافعين الأعلام الفلسطينية و الشعارات التي تحمل اسم بلداتهم ومفاتيح العودة , ليزحفوا بصدورهم العارية نحو أراضيهم المحتلة عام 48 , فإذا بقوات الإحتلال تطلق مباشرة عليهم الرصاص الحي والقذائف ليرتقي منهم أكثر من 20 شهيداً و مئات الإصابات

أحد هذه المناطق الساخنة كانت معبر بيت حانون " إيرز" شمال قطاع غزة حيث ألتقت " الفجر" بعدد من المتظاهرين و أستطلعت آراؤهم .

يقول الشاب الفلسطيني محمود البلتاجي ( 22) عام:" أتينا لنشارك في إحياء ذكرى النكبة الثالثة والستين لأطالب بعودتي إلى بلدتي يافا المحتلة و لنرسل رسالة للعدو بأن كل شاب و شيخ ومرأة وبنت و رجل إن شاءالله سيعودن إلى بلده الأصلي , ولن ترهبنا جرائم الإحتلال ولن تستطيع أن توقفنا من أجل الرجوع إلى أراضينا المحتلة عام 48" .

ذكرى مختلفة

ويضيف الشاب الفلسطيني الذي يرفع العلم الفلسطيني : " نحن في كل يوم يمر نكون قريبين من العودة لأراضينا المحتلة أكثر فأكثر , و أن الاحتلال الآن بات يحسب ألف حساب للشعب الفلسطيني , وكذلك للجماهير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية الذين سيزحفون نحو فلسطين ".

وأشار الشاب العشريني بأنه مسرورٌ لوحدة الصف الفلسطيني وأن الفلسطينين أصبحوا يداً واحدة والفصائل توحدت تحت علم واحد وشاركوا في هذه المسيرات المطالبة بالعودة وعلى رأس ذلك حماس وفتح , مؤكداً بأن الكل الفلسطيني الآن متوحد للتفرغ لمواجهة الإحتلال وستكون معاً و سوياً نحو القدس والأقصى وكل الأراضي المحتلة عام 48 وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة .

ويرى محمود أن الثورات العربية أضافت للشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد وجعلت هذه ذكرى النكبة مختلفة عن غيرها بعد نجاحها والتي كانت تونس شعلتها الأولى , وأن هذه الثورات ستنتهي بتحرير فلسطين .


قوتنا في وحدتنا

ويقول الحاج فرحان أبو ظاهر مختار عشيرة أبو ظاهر في مخيم المغازي بينما يحمل مفتاح العودة في يده : " أريد أن أذهب إلى بلدتي بئر السبع المحتلة فهذا حق لنا ورثه عن والدي و سأورثه لأبنائي إن شاء الله , فالمحتلين بيحتفلوا بعيد الإستقلال في أرض مش حقهم وإحنا من حقنا أن نحتفل بعودتنا لوطننا و أرضنا التي سلبها المحتل وإن شاءالله سنعود ".

ويعتبر الحاج أبو ظاهر بأن العودة اليوم أقرب وخاصة بعد المصالحة الوطنية بين الأشقاء التي عدها بمثابة صمام الأمان للشعب لأنها دفعت الشعب لأن يخرج وحدة واحدة دون تفرق كلهم متجهون إلى أرضنا لبئر السبع والمجدل ويافا وعكا , محذراً في الوقت عينه من التلاعب في قضية اللاجئين لأنها خط أحمر ولا يمكن المساس به .

وطالب الحاج الفلسطيني الشعوب العربية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته في العودة إلى أرضه ودياره التي شرد منها , مقدماً تحيته لكافة الشعوب العربية في كل الدول خاصة التي تضامنت مع فلسطين .




قرارات دون تطبيق

من جانبه أكد حمدان العمصي ( 52) عام على تمسكه بالتراب الفلسطيني وعلى أنه لا بد من تحرير فلسطين والعودة إلى قرانا و مدننا الفلسطينية المحتلة .

ويوجه العمصي حديثه للصهاينة والأمريكان قائلاً : " رغم القتل والتشريد سنستمر كشعب فلسطيني في الحفاظ على حقنا أرضنا وعلى ثوابتنا الوطنية ".

وطالب قرارات الأمم المتحدة بتطبيق خاصة قرار 181 و 194 التي تخص عودة اللاجئين , متسائلاً : لماذا تطبق كل القرارات الدولية إلا القرارات التي تتعلق بفلسطين ؟!


وشارك عشرات المتضامنين الأجانب من جنسيات مختلفة لا سيما إيطاليا في مسيرة العودة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفعوا شعارات تضامنية مثل : " الحرية الحرية لفلسطين " , و أغاني وطنية فلسطينية شهيرة " أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم و أطوف وأفديكم ".

راجعين يا فلسطين

ويقول محمد سلطان(20 ) عام القادم من جمهورية مصر ضمن قافلة التضامن في حركة غزة الحرة : " جايين اليوم نعبر عن شعورنا ومحبتنا لفلسطين وبنحب نقول للصهاينة إحنا راجعين راجعين لفلسطين أنا من بلدة حمامة وأريد العودة إليها ".

أما رحاب كنعان التي تسمي نفسها خنساء فلسطين فأكدت بأن الشعب الفلسطيني بأنها أقرب للعودة لوطنها وأرضها من أي وقتٍ مضى , مضيفة بأنه : "لا بد أن يتحقق حلم العودة بعد أن دفعنا ثمنه في الشتات وأنا كنت من المشردين في لبنان وعدت إلى غزة وأحلم في العودة إلى صفد "

وترى كنعان بينما تسير بجانب المتضامنين الأجانب الذي أتوا للتضامن مع غزة بأن هناك مبشرات في العودة تجعلها تزف البشرى لشعبنا في الشتات بأنه لن تطول السنوات وحان زمن العودة للوطن وأن فلسطين ستحرر قريباً .

وتشير بأن الشعب الفلسطيني أصبح كلمته واحدة وهدفه واحد و قضية واحدة ويجب أن نبقى هكذا موحدين , متوجهة بالتحية للشعوب العربية التي أعادت الوحدة للصف الفلسطيني التي حرمناها طويلاً , متأملة منهم المزيد للتضامن مع شعبنا ومساندته ضد الاحتلال .

في سياق متصل ... قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: إن دماء شهداء إحياء ذكرى النكبة لن تذهب هدرا فهي دماء سقطت من أجل حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه ، مضيفاً بأن الشعب الفلسطيني أثبت للقاصي والداني أن الحق أقوى من الزمن وأن إرادة الشعوب أبقى من جبروت الإحتلال .

وتابع عباس : " أننا اليوم أكثر ثقة بأن دولتنا المستقلة قادمة لا محالة فالعالم بأسره يؤيد الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه بإنهاء الاحتلال " , مشدداً على أنه لا حل بدون دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وليس هناك من تاريخ أهم من هذا اليوم لكي نؤكد فيه على تمسكنا بحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194.

من جانبه أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء في غزة أن إسرائيل هي التي تحاصر الآن من كل الجهات حتى ينهار الاحتلال , معتبراً بان هذه تمثل البداية لانهيار الحصار عن غزة.

و أشار هنية إلى أن ما جرى من مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على حدود فلسطين المحتلة جسد الوحدة الوطنية ويعد تطبيقا فوريا للمصالحة حيث اختلط كل أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان يرفعون العلم الفلسطيني ويقفون جنباً إلى جنب في مواجهة الاحتلال.

الأربعاء، 4 مايو 2011

قطار المصالحة الفلسطينية يسير من جديد



بقلم : سليم محمد سليم

بعد توقيع إتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح في القاهرة يوم الأربعاء 4-5-2011, تعالت أصوات الزعاريد و أطلقت الألعاب النارية داخل ساحة ساحة الجندي المجهول في قلب مدينة غزة التي تحولت إلى قبلة للغزيين يأتون إليها من كافة أرجاء القطاع من شماله حتى جنوبه للإحتفاء بأجواء المصالحة الوطنية , رافعين الأعلام الفلسطينية و أعلام الفصائل إضافة إلى العلم المصري , وقد ردد المشاركون شعارات تطالب بالوحدة : " يا هنية ويا عباس الوحدة هي الأساس " و " حماس فتح أيد وحدة " , و أخرى تحمل شعار : " الشعب يريد تطبيق الإتفاق " .

ويقول سالم أبو صلاح (59) أحد كوادر حركة فتح في خانيونس والذي أتى وعائلته لساحة الجندي المجهول بغزة للإحتفال بالمصالحة للفجر : " هرمنا وشخنا من أجل هذا اليوم الذي إنتظرناه طويلاً , ولا بد أن ندعم بإتجاهاتنا كل خطواتنا , ونرجوا من كل الخيرين في الشعب أن يسعوا لتطبيق هذا الإتفاق وخاصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تكون لصالح الشعب دون تميز لأي تنظيم ".

وأضاف القيادي الفتحاوي بأنه يجب تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة التنظيمية ليصمد هذا الإتفاق الذي وقّع بين الحركتين لان المصلحة العامة في كل القوى لا تود عود الوضع السابق , مشيراً إلى ضرورة إلتفاف الشعب الفلسطيني حول الوحدة الوطنية .

وحول دور مصر في المصالحة أشاد أبو صلاح بالدور المصري في الوصول لهذه المصالحة الفلسطينية , مؤكداً نجاح الثورة المصرية في إستعادة بريق القوة لمصر وأن نجاح مصر هو نجاح للأمة العربية جمعاء .

ولم ينسى أبو صلاح أن يقدم التحية للثورة التونسية التي فجرت الثورات في المحيط العربي والتي كانت منها شرارة الثورة المصرية التي دفعت بدورها قطار المصالحة الفلسطينية للسير من جديد ولولاهم لما كانت ثورة مصرية ولما كانت مصالحة فلسطينية ...

من جهته عبر الشاب ساري أيوب الشيخ الذي عرف نفسه رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية سابقاً وعضو الوفاق الفلسطيني حالياً 22 من خانيونيس عن سعادته الغامرة بالمصالحة الوطنية , متمنياً لو سمع منذ زمن بذلك لكن الأقدار شاءت ذلك , مؤكداً بأن هذا سيلقى الإتفاق سيلقى قبولاً واسعاً و كبيراً في الشارع الفلسطيني .

وأوضح الشاب الغزي بأن المصالحة هي الأصل وما جرى من إنقسام هو إستثناء , وبالتالي كان لا بد من أن تعود المياه إلى مجاريها , و علينا أن ننبذ الفترة الماضية وأن نحذفها من تاريخنا و نطويها , مضيفاً بأن علينا أن نتجه نحو مشروعنا الوطني الكبير وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر , وعلينا أن نجمع بين خيار البندقية وحنكة السياسي .

و تقدم ساري بالشكر بإسم الشعب الفلسطيني للثورة المصرية والحكومة بقيادة عصام شرف والمجلس العسكري الأعلى , مؤكداً بأن دور مصر أصبح ريادي و أنها تمثل لفلسطين العمق الإستراتيجي وقد نجحت في لعب دور مهم في عملية المصالحة بعيداً عن الإنحياز لطرف دون آخر , متمنياً من السلطات المصرية فتح معبر رفح وكسر الحصار عن غزة .

و لم يغفل الشيخ أن يبعث بالتحية لشباب الثورة التونسية التي يرى بأنها دشنت الثورات العربية فكانت تسري كالنار في الهشيم في الوطن العربي , مترحماً على شهيد شرارة الثورة التونسية محمد البوعزيزي .


بدوره يتحدث الشاب محمد مهدي من غزة ( 21 ) عاماً عن فرحته هو الآخر بإتفاق المصالحة : " كلنا أنباء شعب واحد ويجب أن تكون المصالحة والإحتفال بها , ومش لازم يكون في غزة وضفة بل يجب أن يكون وطن واحد , ولا فتح أو حماس إنما فلسطين وفقط ".

وتمنى مهدي من فتح وحماس أن يراعوا ظروف الشعب الفلسطيني و خاصة فئة الشباب والإنتباه لهم لأنهم عماد الأمة وأنهم الذين ساعدوا في الوصول إلى هذه المصالحة , وأن الشباب تضرروا كثيراً بسبب الإنقسام .

ولم يخلوا إحتفال الجندي المجهول من الأطفال الصغار فقد جاءت رغد ددح ذات الأعوام الستة مع ذويها لتشارك ولتحتفل على طريقتها الخاصة فتوقفنا وسألنها عن مشاعرها بهذه المناسبة ؟ فأجابت رغد و البسمة تعلو محياها : " المصالحة حلوة و انا فرحانة كثير بالمصالحة بين فتح وحماس , وإن شاءالله بصير كل خير " , وعن كلمتها لمصر ردت الطفلة رغد بكل براءة : " بأشكر مصر كثير كثير كثير ".وتقول وجدان السحار ( 13 ) عاماً بأنها سعيدة كثيراً بتوحد الشعب الفلسطيني لأن هذا من شأنه أن يكسر الحصار و تكون كلمتنا واحدة ضد الإحتلال , داعيةً فتح وحماس إلى الإبتعاد عن الخلافات وتغليب المصلحة العليا وأن يحافظوا على حقوق الشعب الفلسطيني .

و شكرت وجدان مصر على خدمتها الرائعة برعايتها للمصالحة التي أعطت الشعب الفلسطيني الكثير من الحرية و الثقة , متمنية من الفصائل التكاثف والترابط و بأن يكونوا يدأً واحدة ضد الإحتلال.

ويبقى إتفاق المصالحة رهين النوايا بين الطرفين سواء من حماس أوفتح لتطبيق الإتفاق في ملفات عدة أولها تشكيل حكومة وطنية مستقلة .
4-5-2011