أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الأربعاء، 4 مايو 2011

قطار المصالحة الفلسطينية يسير من جديد



بقلم : سليم محمد سليم

بعد توقيع إتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح في القاهرة يوم الأربعاء 4-5-2011, تعالت أصوات الزعاريد و أطلقت الألعاب النارية داخل ساحة ساحة الجندي المجهول في قلب مدينة غزة التي تحولت إلى قبلة للغزيين يأتون إليها من كافة أرجاء القطاع من شماله حتى جنوبه للإحتفاء بأجواء المصالحة الوطنية , رافعين الأعلام الفلسطينية و أعلام الفصائل إضافة إلى العلم المصري , وقد ردد المشاركون شعارات تطالب بالوحدة : " يا هنية ويا عباس الوحدة هي الأساس " و " حماس فتح أيد وحدة " , و أخرى تحمل شعار : " الشعب يريد تطبيق الإتفاق " .

ويقول سالم أبو صلاح (59) أحد كوادر حركة فتح في خانيونس والذي أتى وعائلته لساحة الجندي المجهول بغزة للإحتفال بالمصالحة للفجر : " هرمنا وشخنا من أجل هذا اليوم الذي إنتظرناه طويلاً , ولا بد أن ندعم بإتجاهاتنا كل خطواتنا , ونرجوا من كل الخيرين في الشعب أن يسعوا لتطبيق هذا الإتفاق وخاصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تكون لصالح الشعب دون تميز لأي تنظيم ".

وأضاف القيادي الفتحاوي بأنه يجب تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة التنظيمية ليصمد هذا الإتفاق الذي وقّع بين الحركتين لان المصلحة العامة في كل القوى لا تود عود الوضع السابق , مشيراً إلى ضرورة إلتفاف الشعب الفلسطيني حول الوحدة الوطنية .

وحول دور مصر في المصالحة أشاد أبو صلاح بالدور المصري في الوصول لهذه المصالحة الفلسطينية , مؤكداً نجاح الثورة المصرية في إستعادة بريق القوة لمصر وأن نجاح مصر هو نجاح للأمة العربية جمعاء .

ولم ينسى أبو صلاح أن يقدم التحية للثورة التونسية التي فجرت الثورات في المحيط العربي والتي كانت منها شرارة الثورة المصرية التي دفعت بدورها قطار المصالحة الفلسطينية للسير من جديد ولولاهم لما كانت ثورة مصرية ولما كانت مصالحة فلسطينية ...

من جهته عبر الشاب ساري أيوب الشيخ الذي عرف نفسه رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية سابقاً وعضو الوفاق الفلسطيني حالياً 22 من خانيونيس عن سعادته الغامرة بالمصالحة الوطنية , متمنياً لو سمع منذ زمن بذلك لكن الأقدار شاءت ذلك , مؤكداً بأن هذا سيلقى الإتفاق سيلقى قبولاً واسعاً و كبيراً في الشارع الفلسطيني .

وأوضح الشاب الغزي بأن المصالحة هي الأصل وما جرى من إنقسام هو إستثناء , وبالتالي كان لا بد من أن تعود المياه إلى مجاريها , و علينا أن ننبذ الفترة الماضية وأن نحذفها من تاريخنا و نطويها , مضيفاً بأن علينا أن نتجه نحو مشروعنا الوطني الكبير وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر , وعلينا أن نجمع بين خيار البندقية وحنكة السياسي .

و تقدم ساري بالشكر بإسم الشعب الفلسطيني للثورة المصرية والحكومة بقيادة عصام شرف والمجلس العسكري الأعلى , مؤكداً بأن دور مصر أصبح ريادي و أنها تمثل لفلسطين العمق الإستراتيجي وقد نجحت في لعب دور مهم في عملية المصالحة بعيداً عن الإنحياز لطرف دون آخر , متمنياً من السلطات المصرية فتح معبر رفح وكسر الحصار عن غزة .

و لم يغفل الشيخ أن يبعث بالتحية لشباب الثورة التونسية التي يرى بأنها دشنت الثورات العربية فكانت تسري كالنار في الهشيم في الوطن العربي , مترحماً على شهيد شرارة الثورة التونسية محمد البوعزيزي .


بدوره يتحدث الشاب محمد مهدي من غزة ( 21 ) عاماً عن فرحته هو الآخر بإتفاق المصالحة : " كلنا أنباء شعب واحد ويجب أن تكون المصالحة والإحتفال بها , ومش لازم يكون في غزة وضفة بل يجب أن يكون وطن واحد , ولا فتح أو حماس إنما فلسطين وفقط ".

وتمنى مهدي من فتح وحماس أن يراعوا ظروف الشعب الفلسطيني و خاصة فئة الشباب والإنتباه لهم لأنهم عماد الأمة وأنهم الذين ساعدوا في الوصول إلى هذه المصالحة , وأن الشباب تضرروا كثيراً بسبب الإنقسام .

ولم يخلوا إحتفال الجندي المجهول من الأطفال الصغار فقد جاءت رغد ددح ذات الأعوام الستة مع ذويها لتشارك ولتحتفل على طريقتها الخاصة فتوقفنا وسألنها عن مشاعرها بهذه المناسبة ؟ فأجابت رغد و البسمة تعلو محياها : " المصالحة حلوة و انا فرحانة كثير بالمصالحة بين فتح وحماس , وإن شاءالله بصير كل خير " , وعن كلمتها لمصر ردت الطفلة رغد بكل براءة : " بأشكر مصر كثير كثير كثير ".وتقول وجدان السحار ( 13 ) عاماً بأنها سعيدة كثيراً بتوحد الشعب الفلسطيني لأن هذا من شأنه أن يكسر الحصار و تكون كلمتنا واحدة ضد الإحتلال , داعيةً فتح وحماس إلى الإبتعاد عن الخلافات وتغليب المصلحة العليا وأن يحافظوا على حقوق الشعب الفلسطيني .

و شكرت وجدان مصر على خدمتها الرائعة برعايتها للمصالحة التي أعطت الشعب الفلسطيني الكثير من الحرية و الثقة , متمنية من الفصائل التكاثف والترابط و بأن يكونوا يدأً واحدة ضد الإحتلال.

ويبقى إتفاق المصالحة رهين النوايا بين الطرفين سواء من حماس أوفتح لتطبيق الإتفاق في ملفات عدة أولها تشكيل حكومة وطنية مستقلة .
4-5-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق