كتب : سليم سليم يحل يوم العاشر من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لحقوق الإنسان , كثيرٌ من الدول تحترم هذه الاتفاقية وتعمل على الحفاظ على حقوق الإنسان و معاملته المعاملة الحسنة التي نصت عليها الشرائع السماوية و القوانين الأرضية من خلال القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تدعو إلى حماية المدنين وقت الحروب, إلا أن إسرائيل تحترم هذه القوانين على طريقتها الخاصة فقد حلت هذه الذكرى و قد أنتهكت ولا زالت كل أشكال حقوق الإنسان الفلسطيني .
قبل يوم واحد من هذه ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان على قطاع غزة وبينما الناس نيام مطمئنين في ليلة هادئة فإذا بقصف إسرائيلي يهز سكون الليل طائرات الإحتلال تطلق عدة صواريخ فجر الجمعة 9-12-2011 , والهدف أحد المنازل في مدينة غزة يعود لعائلة الزعلان , سقط المنزل بالكامل فوق رؤوس ساكنيه , أصبحت العائلة جلها تحت الركام , والدم ينتشر في كل مكان و جثة هامدة موجودة في المكان أيضاً .
من بين الناجين من هذا القصف زوجة الشهيد بهجت , لم تتمالك المرأة نفسها فزوجها قد أستشهد وأبناؤها قد أصيبوا أيضاً والركام يجلس فوقهم ولا حول ولا قوة لها لم تستطع أن تفعل شيئاً سوى أنها تنتشل طفلها الرضيع الملقى على الأرض يصرخ ليملأ المكان فكتبت له النجاة.
صرخت المرأة لاشعورياً مطلقةً صرخة إستغاثة من الجيران ليساعدوها في إنتشال باقي أبنائها الذين ملقين أمامها ولا تقوى على فعل شيئ لهم فقد كانت في أصعب لحظات حياتها هرول الجيران للمكان مسرعين ذهلوا مما حدث .
في الأثناء هرعت سيارات الإسعاف للمكان وبدأو بإنتشال الجرحى أنتشلوا شهيداً تبين أنه رب العائلة بهجت الزعلان 38 عاماً , و نقلوا عدداً آخر إلى المشفي , غالب الإصابات كانت خطيرة وضعوا في غرفة العناية المكثفة , أخطرهم كان الطفل رمضان ذو 13 ربيعاً , ظل رمضان ما بين الحياة والموت , وما هي إلا ساعات قليلة وبعد شيعت غزة والده بهجت وسط شعارات غاضبة منددة بالجريمة الإسرائيلية التي يندى جبين الإنسانية حتى رجحت كفة الموت .
فارق رمضان الحياة ليلحق بوالده إلى حيث هناك حيث لا قصف ولا صواريخ ولا عدوان , صعدت روحه إلى السماء إلى حيث الحياة السرمدية هناك , وبقي أشقاءٌ أخرون له من أفراد العائلة داخل المستشفى ينتظرون مصيرهم الذي لم يعرف بعد خاصة.
و حين تذهب للعزاء وتلتقي بزوجة الشهيد بهجت و أم الشهيد رمضان تستوقفك ثمة غرابة فمن الطبيعي أن تجدها تبكي وتنوح شهيديها ومصابيها الجرحى , ولكن تستغرب حقاً من حجم الصبر الذي تتمتع به المرأة إنها مؤمنة بقضاء الله وقدره وتحتسب فقيدها شهداءاً عند الله .
تأخذ الأمر لحظة من الصمت ممزوجة بالألم والحسرة و تتساءل بعدها : " في أي شريعة أو قانون أفقد زوجي وابني و تصاب كل عائلتي وماذا الذنب الذي أقترفوه ,و كيف سيكون مصير الباقين ماذا عن يوسف الذي لا يزال يرقد في غرفة العناية هل سيلحق بمن سبقه أم ستكتب له الحياة من جديد ؟ " لا شك أن الإجابات السابقة التي طرحتها أم رمضان صعبة فالعائلة تنتظر مصيراً مجهولاً بعد المنزل الذي كان يحميهم حر الصيف وبرد الشتاء القارس الذي يعيشونه في هذه الأيام , و بعد أن فقدت زوجها و ولدها و تخشى على من بقي من أبنائها داخل المستشفى .
تقول أم رمضان : "هم يدركون أن منزلنا لم يحتوى على مخزن للسلاح ولا نطلق من خلاله صواريخ ، وأن قصفهم سيتسبب في إراقة دماء أبرياء ، ومع ذلك أقدموا على فعلتهم، التي يبدو أنها لن تكون الأخيرة في ظل الصمت الذي خيم حتى بعد هذه الجريمة وكأن شيئاً لم يكن ".
وتطالب الأم الفلسطينية الجهات الحقوقية عربية كانت أو دولية بالعمل على ملاحقة المتسببين في هذه الجريمة ليلقوا جزاءهم , مؤكداً بأنه لو أن ذلك يتم لما حصلت هذه الجريمة ولما قتل الأبرياء ولكن لا حياة لمن تنادي .
لم تكن عائلة الزعلان وحدها المكلومة في غزة في هذه الأوقات وإن كانت جللها أقسى وأمر , فقد سبقهم إثنان من عائلة البطش كانوا يستلقون سيارة وذاهبين لزيارة إحدى قريباتهم في مستشفى الشفاء بغزة , وبينما هما في منتصف الطريق أطلقت طائرات الإحتلال صاروخاً أصاب سيارتهم مباشرة فتفحمت السيارة و معها تفحمت الأجساد و تصاعدت النيران .
وقد سبقهم أيضاً شهيد من عائلة العرعير شرق مدينة غزة إرتقى بنيران الإحتلال التي أصابته لتكون حصيلة الشهداء خلال أقل من 48 ساعة 5 شهداء وتستمر الحكاية في غزة على هذا الحال إلا أن يشاء الله .
الأحد، 18 ديسمبر 2011
الخميس، 15 ديسمبر 2011
ريال ولا برشا ؟!
بقلم : سليم سليم
بينما كنت عائداً في السيارة إلى البيت مساء اليوم وجدت السائق يضع علماً صغيراً لفريق ريال مدريد في مقدمة السيارة , كان معه أحد أصدقاءه وبدءا بالتمجيد في فريق ريال مدريد و الذم في برشلونة , أستغربت من كل هذا التعصب الذي يحملانه .
سألني إذا ما كنت أتابع المباريات , أجبته : أتابع أحياناً وفي حال ذلك تابعت أستمتع بمشاهدة المباراة دون تعصب لأي الفريقين وليس لي فريقاً محدداً أشجعه .
مازحاً قلت له أنه بعد هزيمة الريال بثلاثية علمت أن هناك أناساً من مشجعيه لم يخرجوا من بيوتهم بسبب ذلك فما عنك ؟! , قال لي بأن خروجه للعمل بالسيارة هو الأول بعد أيام على مكوثه داخل البيت دون أن يخرج للعمل ولا لأي مكان , مضيفاً بأنه لم يرد على الجوال يومها و أنه عادة لا يجيب على أي من المكالمات لا حين المباراة ولا بعدها .
أستزاد الرجل بأنه يفضل الكرة على فتح وحماس أكثر الأحزاب حضوراً في فلسطين ولو خيير بين التنظمين أو الفريقين لأختار الفريقين , أستوفته لأسئله لأفهم إذا ما كان فريقان أم فريق واحد فأجاب : فقط فريق واحد هو فريق الريال لا غير ....
قلت له إذا كانت جماهير فتح وحماس متعصبين فأنت أشد تعصباً منهما وهذا ليس من الحكمة , مع إني أبغض التعصب في السياسة كما في الرياضة , كما أرفض التعصب للعائلة أو القبيلة وما إلى ذلك , ما المانع يا عزيزي أن تتابع المباراة دون تعصب وأن تعيش حياتك الطبيعية بعدها وأن تحترم الفريق المقابل أي أن تكون صاحب روح رياضية .
و ختمت بسؤاله هل تتابع ما يجري لمدينة القدس كما تتابع المباريات هل تعلم ما يجري في هذه المدينة المقدسة , فأجاب بلا , ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
فلماذا كل هذا التعصب يا سادة يا كرام ؟!
الخميس، 1 ديسمبر 2011
القطة والإنسان !
منذ إستيقظت في الصباح الباكر فإذا بقطةٍ تطلق إستغاتةً " ميو ... ميو ... ميو " فيما يبدو أنها كانت جائعةً لا تجد طعاماً لها , فأشفقت عليها وذهبت لإحضار شيئاً يسيراً من اللبن لها لتأكله , وتذكرت ما أمرنا به الإسلام من الرحمة والرأفة بالحيوان , وأستذكرت أن أمرأة دخلت النار بهرةِ حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها لتبحث عن رزقها , وأن رجلاً أيضاً دخل الجنة لأنه أسقى كلباً ماء ...
ولكني سرحت بذهني وتذكرت ما تفعله الأنظمة العربية من قتلٍ دون رحمة ولا شفقة بالإنسان , وتساءلت أين هم من تعاليم الإسلام العظيم الذي أوصانا بالرفق بالحيوان فما بالكم بالإنسان الذي كرمه الله بالعقل , وحرم ظلمه بعد أن حرمه على نفسه , وحرم قتله وجعل هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من سفك دمِ امرأٍ مسلم ؟!
صباحكم رحمة ...
سليم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)