سليم محمد سليم
على بعد بضع كيلو مترات من الحدود مع معبر بيت حانون " إيرز " الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 48 وفي ذات المكان الذي تجمع فيه الفلسطينيون ليحيون ذكرى النكبة تجمعوا مرة أخرى في مشهد مماثل في الخامس من حزيران لعام 2011 و الذي يصادف ذكرى نكسة الجيوش العربية لإحياء هذه الذكرى الأليمة مؤكدين فيها على حقهم في العودة إلى ديارهم التي سلبها المحتل مهما طال الزمان.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله المشارك في مسيرة العودة : " على إسرائيل أن ترى الحال الذي وصلت إليه جيداً قديماً كانت في حالة هجومية تهدد العواصم العربية لكن أختلف الوضع الآن وأصبحت في حالة دفاع عن نفسها , ويجب عليها ان تفهم ذلك جيداً وأن تقرأ الجغرافيا والتاريخ جيداً " , مشدداً على أن إسرائيل تتراجع يوماً عن آخر وهي في حالة إنكماش دائم .
ويضيف عطا الله : " الدم الفلسطيني سال غزيراً وهو الذي يزين عربة العودة , فالشعب الفلسطيني لديه إصرار عظيم في العودة لأرضه وكل الشعوب ناضلت ونالت حريتها " , مؤكداً بأن الشعب الفلسطيني يسير بإتجاه الحرية وأنه عمل بجدارة لأن يجد له مكاناً تحت الشمس وأفشل مخططات إسرائيل بإخراجه من الجغرافيا والتاريخ .
و يشير عطا الله إلى أنه يجب المسارعة لإقامة الدولة الفلسطينية على الأقل وهذا هو البرنامج الذي يحظى بإجماع وطني وممكن جداً في ظل الربيع رفع سقف المطالب , و أنه كلما تأخر الزمن على إسرائيل ستدفع ثمن أكثر .
ويرى عطا الله بأن الفلسطينيين هم أول من بدأو الانتفاضة الجماهيرية وأن الربيع العربي أعاد للشعب الفلسطيني الدرس بالتحرك الجماهيري ضد الاحتلال و إمكانية محاصرته , والاحتلال يتخوف من هذا الحراك الجماهيري من قبل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .
أما الأربعيني ياسر محيسن الذي يلف العلم الفلسطيني على جسده إلى جانب أعلام الفصائل فيقول : " لا بد للحق أن يعود لأهله وما حصل شيئ طارئ على عجلة التاريخ , وكثير من الأمم تتعرض لنكسات ونكبات وحروب و إستعمار لكن ذلك يكون لفترة ولا يمكن له أن يدوم , فلا بد أن يعود كل إنسان لوطنه " .
ويضيف محيسن بأن اليوم هناك قوة تمنعنا للعودة لكن هذا الحق هو راسخٌ لدينا في الجينات والهرمونات لا تنازل عنه أبداً , داعياً الفلسطينيين بالتفائل بالعودة القريبة و إنهاء الإحتلال والعمل على ذلك بكل السبل المتاحة .
ويقول الشاب الفلسطيني رشدي السراج 20 عاماً : " أتينا إلى هنا للتعبير عن تمسكنا بحقنا في عودتنا لأرض الآباء والأجداد , وأننا سنستمر في الضغوط الشعبية لمواجهة الإحتلال ودحره عن أرضنا وإسترجاع الحقوق السليبة ".
وأضاف السراج موجهاً حديثه للإحتلال : " عليكم أن ترحلوا عن أرضنا فهذا هو الخيار الوحيد الذي ينتظركم , ونحن قادرون على إرباك صفوفكم سلمياً , وهذه المسيرات هي قليل مما نملك فلترحلوا ".
وناشد الشاب الفلسطيني العالم العربي بأن يضعوا قضية فلسطين في سلم أولوياتهم بعد ترتيب بيتهم الداخلي بالوحدة , مطالباً مصر بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة , داعياً في الوقت ذاته الغرب بإتخاذ قرارات حاسمة لنصرة المظلومين في فلسطين و الضغط على الإحتلال لتفعيل قرار العودة للاجئين الفلسطينين.
وطالب الشاب العشريني بإستمرار المظاهرات السلمية وأن تأخذ شكلاً أقوى مما عليه الآن حتى تلفت أنظار العالم نحو قضية فلسطين من جديد وخاصة قضية اللاجئين ليتمكنوا من العودة لأراضيهم المسلوبة .
أحمد عماد ديب 21 عاماً يقول : " جئنا إلى هنا بعد دعوة الفصائل الفلسطينية لإحياء ذكرى النكسة حتى نعبر عن تمسكنا بالثوابت وبحق العودة ونوصل رسالتنا للعالم أن الأرض لنا نحن الفلسطينين وسنبقى فيها وسنظل متوحدين نقاوم حتى ننتصر" .
وللإحتلال يوجه أحمد رسالته أحمد:" لا نتنازل عن حقوقنا وستبقى المقاومة هي الخيار الأول والوحيد لا المفاوضات , و سترجع فلسطين و يطبق حق العودة قريباً " .
يذكر أن نكسة 1967 أو حرب حزيران أو حرب الأيام الستة هي حرب نشبت بين الكيان الصهيوني وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، انتهت بانتصار الكيان واستيلائه على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق