أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الثلاثاء، 6 مارس 2012

عطون : القدس على سلم أولويات لدى الإحتلال و ليس لدينا , والعرب مقصرون



حاوره : سليم سليم

" والله انك لأحب البقاع إلى قلبي ...ولولا أن الاحتلال أخرجني منك ما خرجت" بهذه الكلمات يخاطب النائب أحمد المبعد مدينته القدس المبعد عنها قسراً إلى رام الله , مشدداً على أنه سيعود للقدس للأقصى للصخرة ولو بعد حين .


النائب أحمد محمد عطون" أبو مجاهد " من مواليد عام 1968 في صور باهر بالقدس, متزوج وله من الأبناء أربع ثلاث ذكور و بنت , حاصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة القدس - أبو ديس , يحظى عطون بقبول كافة الاتجاهات السياسة والإجتماعية في القدس .

اعتقل النائب عطون عدة مرات لدى الإحتلال , فاز بالإنتخابات التشريعية الفلسطينية 2006 , تسلم قراراً من الإحتلال بمغادرة القدس يوليو 2007 هو وأربعة من النواب المقدسيين بعد سحب هوياتهم , بعدها دخلوا في إعتصام مفتوح في مقر الصليب الأحمر بالقدس إستمر 572 يوماً حتى إعتقله الإحتلال , وأبعده عن القدس لرام الله التي يقيم فيها الآن

حاورنا النائب المقدسي أحمد عطون من رام الله عبر الهاتف فكان الحوار التالي :


- في البداية : إلى أين وصلة قضية إبعادكم ؟ و ما المطلوب لتفعيلها وإنهاء معاناتكم ؟

قضية الإبعاد كما تعلم ويعلم الجميع أننا أستمرينا في إعتصام لأكثر من 572 يوم من أجل إبراز هذه القضية في كافة المحافل الدولية والقضائية والسياسية وقد نجحنا في ذلك بشكل كبير جدا ً, الكل في العالم كان يقول بأن هذا الإجراء غير قانوني ولا أخلاقي , ولكن للأسف الشديد ما زالوا ينظرون لنا بعين وينظرون للإحتلال بعين مختلفة .
عملياً وإجرائياً أستطاع الإحتلال تنفيذ قراره بإبعادي وإبعاد الشيخ محمد أبو طير وكذلك إختطاف أخواي محمد أبو طير و وزير القدس السابق خالد أبو عرفة بشكل صارخ ويضرب بالحائط كل القوانين والأعراف الدولية .
نحن لم نسلم ولن نسلم أعتبرنا أنفسنا إنتقلنا من إدارة معركة من داخل القدس إلى خارجها حتى نعود لأننا نعتبر أنفسنا العائدون بإذن الله إلى قدسنا ومقدساتنا و أقصانا وسنطرق كل الأبواب حتى نعود و نحن لا نستمد شرعينا من الإحتلال ولا من مجتمع دولي ولا من أي أحد نحن أصلاء في هذا البلد والإحتلال هو الدخيل ويجب عليه أن يرحل .

- كيف تابعتم ما جرى مؤخراً من إقتحام للأقصى و الإعتداء على المصلين , بالإضافة لعمليات التهويد المستمرة بشكل يومي في القدس ؟!

القلب يعتصر ألماً و كنت أتمنى أن أكون بين أهلي المرابطين في مدينتي القدس فلقد تربينا و ترعرنا في جنبات المسجد الأقصى , ما يجري مجزرة حقيقية يرتكبها الإحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك وأنا لا أريد أن أضيف توصيفاً للإحتلال , ولكن هذا هو الإحتلال وديدنه هذه ممارساته التي تدمي القلب , والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه عالمنا العربي والإسلامي شعوباً وحكاماً ماذا فعلوا أمام هذه الهجمة التي أستهدفت وجودنا وقدسنا ومقدساتنا ؟ وماذا فعلت لتعزيز صمود أهل القدس للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك .
لا نُسئل نحن أبناء القدس ولا يُسئل المقدسي ماذا فعل , مجرد صمودنا وبقاءنا بعد 44 عاماً هو إنتصار على إرادة الإحتلال , ونؤكد باننا ما زلنا ندافع عن قدسنا و ما زلنا نردد بأن هذه القدس لنا والمسجد الأقصى مسجدنا وأنا نفتديه بدمائنا وأرواحنا .


- كيف تجدون التفاعل مع القدس فلسطينياً أولاً ومن ثم عربي و دولي ؟

كل الجهود التي بذلت من أجل القدس مقصرة , ولا ترتقي للمستوى المطلوب لأن الوضع الطبيعي لمدينة القدس أن تعود لحاضنتها العربية والإسلامية وأن تحرر , ويبقى الأمة بأسرها آثمين حكاماً ومحكومين إلى أن تعود , فما بالك بالجهد المطلوب على المستوى الرسمي وحتى الآن الحد الأدني للمستوى المطلوب لا يوجد , على الصعيد العربي والإسلامي دخلت القدس في خندق ضبابي لا توجد هناك إستراتيجيات لا توجد هناك ميزانيات إلا ما نسمعه في الإعلام , لا توجد هناك أي رؤى واضحة .
القيادة الفلسطينية أيضاَ مقصرة لأنها لم تجعل القدس على سلم أولوياتها و ذهبت إلى خيار المفاوضات مع أنني أخالف هذا الخيار بالمجمل , وضاعت القدس وبني الجدار و إعتقالات وإستيطان في ظل عملية التسوية هذه , في المقابل الإحتلال وضع القدس على سلم أولوياته و هناك ميزانيات تضخ لتهويد مدينة القدس .

- هل الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني ساهم في وصول القدس إلى ما وصلت إليه ؟

الإنقسام ساهم في أن لا تكون القدس على سلم الأولويات لدى الفلسطينيين , و قد ساعد الإنقسام الإحتلال بشكل مباشر أو غير في المضي بمخططاته التهويدية , ولكن لا نريد أن يكون الإنقسام شماعة فالإحتلال للقدس بدأ منذ فترات طويلة حتى من قبل الإنقسام عندما رفع موشي ديان شعاره المعروف بأن " الأرض والشعب والهيكل" فالمخطط موجود منذ إحتلال القدس ولكنه يسارع في إجراءته العملية لفرض وقائع على الأرض .


- مؤتمر في الدوحة لدعم القدس , كيف وجدتموه وهل يرقى للمستوى المطلوب عندكم كمقدسيين ؟


مؤتمر الدوحة لم يخرج من النمط المألوف مع تأكيدنا ومباركتنا لكل الجهود التي تبذل من أجل خدمة قضية القدس , و لكن مهما بذل من جهود ما زال الأقصى جريحاً ويأن , و يعتدى عليه جنود الإحتلال , كل الجهود مقصرة , أنا كنت أتمنى أن يرتقى العرب والمسلمون لخطوات عملية تطبق على أرض الواقع وأن نخرج من دائرة الكلام والفعل وردات الفعل وحتى الآن العرب لم يخرجوا من هذه الدائرة مع أنهم يملكون البطاقات الكثيرة للضغط على الإحتلال , وأيضاً كما هناك قصور على المستوى الرسمي هناك قصور شعبي لدى أمتنا العربية والإسلامية , وإلا أين دور الشعوب ؟ أين دور النخب ؟ أين دور المثقفين الإعلاميين طلبة الجامعات المظاهرات أمام السفارات ؟

- أنتا ترى إذاً بأن التوجه للأمم المتحدة من قبل العرب غير مجدي ؟


لقد صدر بحق مدينة القدس 15 قراراً أممياً كل هذه القرارات تدين الإحتلال , وصدر 220 قرار دولي من الجمعية العامة و من مجلس الأمن ومؤسسات دولية ضد ممارسات الإحتلال في القدس , لذلك لا نريد قراراً يضاف إلى هذه القرارات التي لا تطبّق العالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه لا يحترم إلا القوي لا يحترم إلا من يطالب بحقه ويضع القدس على سلم أولوياته , لست ضد المجتمع الدولي ولكن إذا كان عادلاً منصفاً يعيد الحق إلى أهله , القدس بحاجة لجهد فاعل لافت أفضل من التوجه لمجلس الأمن خاصة في ظل ربيع عربي الذي عولنا ولا زلنا نعول عليه كثيراً مع إدراكنا بأن الشعوب بحاجة لفترة حتى تتعافى و تقف على قدميها .


- الفرصة كانت مهيأة الجمعة الماضية لإنتفاضة فلسطينية ثالثة من القدس بحسب ما يرى مراقبون , ولكن ذلك لم يتم وكأن المقدسيين بقوا وحدهم في المشهد , لماذا برأيك ؟

في التاريخ أن الاقصى سيكون المحرك لأي حدث سيحدث مستقبلاً , وقد سبق وقامت إنتفاضة الأقصى عندما قام المجرم شارون بأقل من ذلك بزيارة للمسجد الأقصى , اليوم المعطيات الموجودة على الأرض مختلفة جداً , أهلنا في الضفة المحتلة يمنعون من خروج مسيرات نصرةٌ لمدينة القدس , والأقصى ليس حكراً فقط على المقدسيين الذين يقدمون دمائهم وأولادهم من أجل المدينة المقدسة قدموا الدماء والشهداء وآخرهم كان الشهيد طلعت رامية في الفترة التي كان فيها مؤتمر الدوحة منعقداً , لا نريد ان نكون في المعركة لوحدنا , وقد نجح الإحتلال في ترويض العقلية الفلسطينية والعربية والرسمية , وفرض الأمر الواقع , وهذا قد ساهم بشكل مباشر أو غير لإعطاء الإحتلال الضوء الإحتلال لمواصلة مخططاته في مدينة القدس لأننا لم نقم بالدور المطلوب فلسطينياً و عربياً وإسلامياً .

- ما المطلوب سيادة النائب لدعم مدينة القدس على كافة الأصعدة والمستويات ؟


المطوب نصرة حقيقة لمدينة القدس مطلوب خطة طوارئ مستعجلة تقدم بشكل مستعجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من مدينة القدس , ومطلوب ضغط على المستوى الرسمي العربي من خلال المصالح التي تربطه بالعالم ليضغط على الإحتلال لدينا بترول لدينا أرصدة , لدينا أمة عربية وإسلامية ممكن أن تؤسس لضغط فاعل من أجل مدينة القدس , لماذا لا يتم إعلان القدس عاصمة للمسلمين في أنحاء الأرض ؟ ولماذا لا تتم هناك توأمة بين القدس وعواصم عربية وإسلامية ؟ لماذا لا تخرج مسيرات تندد بممارسات الإحتلال وتقول بأن القدس لنا هذا مسجدنا هذه جزء من كتاب ربنا ؟ لماذا القدس لا توضع على سلم أولوياتنا لدى عالمنا العربي والإسلامي ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق