أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الجمعة، 30 مارس 2012

حوار مع د.التميمي الذي زار غزة ضمن قافلة أميال من الإبتسامات



حاوره : سليم سليم

 ولد في 15 مارس 1955 في مدينة الخليل بفلسطين المحتلة هو مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن وأحد رموز العمل الإسلامي في بريطانيا, وعضو بارز في الرابطة الإسلامية في بريطانيا وعضو مجلس إدارة قناة الحوار الفضائية , حصل علي الدكتوراة في الفلسفة السياسية من جامعة ويست مينستر بلندن,  له عدة مؤلفات باللغة الإنجليزية حول الفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية , و يدير الآن معهد الفكر السياسي الاسلامي في لندن إنه الدكتور "عزام التميمي" .

شارك في قافلة أميال من الإبتسامات رقم 10 قادماً من لندن إلى القاهرة ليدخل غزة بعدها ليتضامن مع أهلها , مكث عدة أيام أقام فيها في فندق الكومودور وسط مدينة غزة وهناك إلتقيناه وأجرينا معه الحوار التالي .




- دكتور عزام أنتا في غزة لماذا ؟
كنت أتمنى زيارة غزة منذ وقتٍ طويل جاءت ظروف هيئت ذلك جئت ضمن قافلة أميال من الإبتسامات رقم 10 لأن هذه القافلة تأتي بشكل دوري , والحقيقة أن الزيارة لغزة لم تكن بالصعوبة التي ظننتها , أخذت منا وقت لكن الجميع أخبرني بأن الوقت كان أقل بكثير من الذي كان يستغرقه  العابرون من قبل والأمور مرشحة لأن تكون أفضل .

- إذاً كانت الرحلة من لندن إلى غزة كانت سهلة ؟
لا أنا أتكلم من القاهرة من لندن إلى القاهرة الرحلة عادية كأي دولة لا أي صعوبة فيها لكن من القاهرة إلى غزة كان فيها عدة توقفات في الطريق أمن يسلمك إلى أمن إلى أن وصلنا إلى المعبر المصري بقينا عند المعبر المصري حوالي ساعتين , وعندما وصلنا إلى النقطة الفلسطينية لم يعد هناك صعوبة .

- ما شعورك وأنتا تدخل غزة للمرة الأولى ؟

مشاعر ممتزجة حقيقة منها شعور بالإنجاز يعني أننى أنجزت شيئاً لأنه كان حلماً في الماضي كان قديماً غزة كفلسطين محتلة ومن ثم جاء الحصار الذي صعّب في مراحل مختلفة من عبور الناس للقطاع إلا أن زرناها اليوم , الأخوة الذين قابلتهم بادروا بالترحاب تشعر بأنك بين أهلك , أتصور لو ذهبت إلى الخليل لن يختلف الأمر كثيراً .

- أنتا دخلت غزة في ظل تصعيد إسرائيلي عليها كيف وجدتها بشكل عام ؟

ليست بالسوء الذين كنت أظن ربما لكثيرين من الذين يعيشون الحصار في غزة الحياة صعبة وإنقطاع الكهرباء والوقود بالتأكيد هذا يصعّب الحياة لكن ترى الناس يتعاملون مع هذا الوضع بكل إبداع لكي يعيشوا جئنا في ظل التصعيد على غزة من قبل الإحتلال نصحنا بأن نؤجل التصعيد ولكننا أصررنا على أن ندخل وقلنا بأن ما يجرى على أهل غزة يجري علينا لا فرق ولم نكن نعلم لمتى سيبقى التصعيد و رفضنا أن نعود أدراجنا وأن تنتهي هذه الرحلة بالفشل فنحمد الله أننا دخلنا وبالرغم من أن هناك قصف وشهداء وجرحى لكننا لم نشعر بأن هناك حالة من الفوضى والإضراب , فالناس كانت حياتها مستمرة وكأنهم تأقلموا على هذا الوضع  .

- ألم تخافون من  القصف في غزة كونها تجربة أولى لكم ربما  ؟!

على الإطلاق لم يكن هناك أي خوف الناس لا يخافون فلماذا نخاف بالعكس كان هناك فضول حتى أننا سئلنا الناس هذا صاروخ من أين هل هو طالع أم نازل ؟ فالناس بدأوا يشرحوا لنا هذا صاروخ إحتلال و ذاك صاروخ مقاومة منطلق تجاه الأراضي المحتلة وهكذا .

- ما أكثر شيئ لفت إنتباهك في غزة ؟

كل شيئ يلفت الإنتباه في غزة , ولكن أكثر شيئ كأن الحياة في بعض المرافق قد توقفت في غزة و هذا دليل على أن الأولويات ليست لإعادة البنية التحتية طبعاً أنا تأسفت لذلك لان العالم العربي أثرى المناطق في العالم من موارد كان بإمكان أن ينتشلوا غزة من ناحيتين تعامل السلطة المصرية يقولون بأنه أفضل من السابق ولكن هناك من الإذلال والمهانة ما لا يقبله عربي يعني أن ترفع كل القيود المفروضة والتي تشعر الإنسان بأن يدخل إلى عالم آخر يعني عندما تأتي إلى مطار القاهرة خلال 5 دقائق تمر بالجوازات إذاً لماذا تستغرق ساعتين عند المرور بنقطة رفح لا بد أن شيئاً متعمداً يقومون به حتى يصعبوا عليك أو يشعروك بأنك توشك أن تدخل إلى منطقة ملغومة .

- بعد أن جولتم في غزة وتابعتم أحوالها عن كثب , ما هي رسالتكم من غزة إلى العالم ؟

رسالتي بأن الحصار لم يفت في عضد الناس فلذلك لا معنى له صح يصعب حياتهم ولكن لا يركعهم و سأعمل جهدي مع آخرين لتسليط الضوء على الجرم الذي يرتكبه المجتمع الدولي حينما يستمرء بفرض الحصار على غزة .


- من غزة إلى القدس ننتقل كيف تتابع ما يجرى في مدينة القدس من أحداث وما الفعاليات التي ستكون معها ؟

القدس تتعرض للتهويد كما هو معروف والإسرائيليون رغم علمانيتهم إلا أنها يحاولون أن يستخدمون الجانب الديني اليهودي لتمرير بعض أهدافهم و لجلب التعاطف من قبل الأوساط المتدينة عند اليهود , هناك عجز عربي وإسلامي عن نصرة مدينة القدس , ولكن بعض المهتمين في قضية القدس يعدون الآن لمسيرة عالمية ستنطلق يوم الثلاثين من آذار مارس ستنطلق من كل مناطق العالم بإتجاه القدس أو إلى أقرب منطقة من القدس للتضامن مع المدينة المقدسة  .


- دكتور أنتا لا ترفض الحوار بين الإسرائيلين والفلسطينيين هل هذا صحيح ؟

نعم في الحقيقة أنا أشارك في مؤتمرات يصدف بأن يشارك فيها إسرائيليون , و أشارك في مناظرات معهم لكي أظهر هشاشتهم وضعفهم أمام الرأي العام , فما المشكلة أن أجلس مع الإسرائيلي وأقول له :لا مستقبل لكم في أرضنا، يجب أن تخرجوا، وإذا أردتم السلامة فاخرجوا ، لكن لا أجلس معه لأقول له: نعطيك كذا من فلسطين وتعطينا كذا فى المقابل و هذا هو الفرق , و لا يوجد في الشرع ما يمنعك أن تتكلم مع الإسرائيليين، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل يوماً ما لصنديد من صناديد الكفر : لا أجلس معك ولا أتحاور معك، لكنك لا تعطي الدنية في دينك ولا في أمتك، هذا هو الفرق و أنا أتحدى أن يأتي شخص ويقول لايجوز لك أن تجلس مع إسرائيلي أو أن تتكلم معه .

- موضوع المصالحة الفلسطينية الفلسطينية كيف تتابعه ؟

المصالحة وهم والذين يجرون وراءها يجرون وراء سراب لأنك لا يمكن أن تجمع بين مشروعين مختلفين , مسارنا ينبغي أن يكون مستقلاً عن كل ما قامت به جماعة منظمة التحرير .

- بعد أكثر من عام على الربيع العربي أين تراها تسير ؟

الثورات العربية نقطة تحول تاريخي ليست فقط في منطقتنا بل في العالم لانها تغير الكثير من الواقع الذي ساد لدهوراً طويلة , لكن هذه الثورات تمر بمخاضات  ومؤلمة وستأخذ وقتاً ولكن في النهاية ستحقق أهدافها وهذه الأهداف هي القضاء على الإستبداد وإستبدال الأنظمة الفاسدة بأنظمة ممثلة للشعوب تخدم الشعوب عيوننا على تونس مصر ليبيا وعلى سوريا التي فيها الجرح النازف نسأل الله أن يعجل الفرج , حلقات التغيير ستتواصل وتستمر حتى تصل كل العالم العربي ولا توجد منطقة في العالم العربي محصنة ضد هذا التغيير .

- حتى في الخليج التي فيها أموال و رفاهية ورغد في العيش التي من الممكن أن تحول دون هذه الثورات ؟ 

حتى في الخليج , الأموال لا شك أنها تشكل نوع من الحماية المؤقتة لأن الحكومات ترشي الشعوب كما حدث في بعض دول الخليج ولكن هناك فساد وهناك ظلم في دولة مثل الإمارات نزعوا جنسيات عن بعض المواطنين لأنهم يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر , دول الخليج إذا لم يجثت منها الفساد سيأتيها الدور .

- كيف ستكون إنعكاسات هذه الثورات على القضية الفلسطينية ؟

على المدى البعيد لا شك أنه خير لكن على المدى القريب لا شك أنه سيكون هناك إهتزازات و توجد  ضائقة وسببها أن الفصائل المقاومة الفلسطينية كانت قبل الربيع العربي جزءاً من محور وهذا المحور إنتهى الآن ويتكسر , فلا بد من إعادة التموضع و هي مكلفة , لا ينبغي ان تكون التحالفات لدينا مع أنظمة تظلم شعوبها حتى ولو أدى ذلك إلى ضائقة مالية لا بد من بحث عن بدائل .

- في غضون حديثنا عن الثورات العربية التي منها مصر الغزيون لا يرون بأنها قد تغيرت للأفضل في ظل معاناتهم التي ما زالت مستمرة ؟

صحيح في مصر لأن الثورة التي جاءت لتسقط النظام  فهو لم يسقط بالكامل هناك ما زال كم كبير من التدافع من المنظومة المصرية , الشعب لا توجد حكومة تمثله يوجد برلمان يمثله فعندما توجد حكومة ممثلة للشعب ومسؤولة أمام البرلمان الممثل للشعب لا أتصور أن يبقى الوضع في غزة ما هو عليه الآن لا أتصور أن يهنأ المواطن المصري وأهله وإخوانه في غزة لا ينعمون بضوء .



صحيفة الفجر التونسية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق