أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الاثنين، 23 أبريل 2012

حوار مع الأسيرة المحررة : فاطمة الزق




في خيمة التضامن مع الأسيرة هناء شلبي التي تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام لليوم لأكثر من 40 يوماً على التوالي وذلك رفضاً لسياسة الإعتقال الإداري إلتقينا الأسيرة المحررة في صفقة الحرائر فاطمة يونس الزق التي تضرب عن الطعام تضامناً مع الأسيرة شلبي .

هي  فاطمة يونس الزق " أم محمود" من مواليد غزة 30-11-1968م  متزوجة ولها 9 من الأبناء أصغرهم يوسف الذي ولد داخل السجون الإسرائيلية كانت قبل الإعتقال تعمل مسؤولة في حركة الجهاد الإسلامي  تولت من خلاله ملف العمل النسائي وكانت داعية ومحفظة لكتاب في مساجد غزة ,  أعتقلت بتاريخ 20 – 5-2007 , وأتهمت بأنها  كانت تنوي تنفيذ عملية إستشهادية في الأراضي المحتلة , وقد تحررت في صفقة الحرائر التي كانت مقابل " شريط عن شاليط " .

وجاء الحوار على النحو التالي ...


- أنتي اليوم في خيمة التضامن مع الأسيرة هناء شلبي ماذا تقولين ؟
في البداية نحييكم ونحيي الشعب التونسي ونسأل الله لأسرانا الأحرار , مهما تكلمنا عن المرأة الفلسطينية فلن نوفيها حقها فهي الشهيدة الجريحة الأسيرة أم الأبطال أم الشهداء هي أم المجاهدين صانعة الرجال هي الإستشهادية نكن لها كل الإحترام والتقدير والإجلال ونحني أمام المرأة الفلسطينية أينما كانت وأينما تواجدت , وسلام على كل النساء العربيات والإسلاميات وعلى وجه الخصوص المرأة الفلسطينية و خاصة الأسيرات منهم وعلى رأسهن هناء شلبي التي تخوض إضرابها المفتوح عن الطعام لأكثر من 40 يوماً .
رغم الألم والمرارة وبرغم الجرح في القلب نحن لا ننسى قضية الأسرى وعلى وجه الخصوص على قضية هناء شلبي فلن نترك هذه القضية ولن نترك معاناة هناء شلبي , العدو يحاول التشويش على هذه القضية ولكننا نقول له بإذن الله ستنتصر هناء .


-   كنتي أسيرة داخل السجن مع باقي الأسيرات هل لكي أن تصفي لنا معاناة الأسيرات بشكل عام ؟  
معلوماتي بأن هناك قرابة 5 أسيرات ولكن العدد كان يزيد وينقص وأتوقع بأن قد زاد في الفترة الأخيرة لان هناك اعتقال مستمر من قبل قوات الاحتلال , ولكن أقول لأخواتي وبناتي في سجن هشارون القابعات الآن لكن الله نحن لن ننساكم ولن نترككم لكي الله يا لينا الجربوني تمسكوا بحبل الله لينا الجربوني التي تناسوها في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهي الآن عاشت فترة 10 سنوات وبقي لها 7 سنوات كان تحلم لينا بأن تكون أم وأن يكون لها أبناء والآن عمرها 37 عام وبقي لها 7 أعوام فنسأل الله أن لا يتعداها قطار الزواج و أن يمن الله عليها بالحرية , عندما كانت تحمل لينا إبني يوسف كانت تقول له يا يوسف هل سأخرج وأتحرر ويكون لي بيت ويكون لي أطفال مثلك ؟ , والله إن قلبي ليدمى وأنا أتكلم عن هذه الحرة التي كانت تتمنى الحرية عندما تنسمت أخواتها , لماذا تُركت لينا في السجون ؟ أين الوسيط المصري وأين المفاوض ؟ عشر سنوات وجسدها قد تعفن في السجون ولكنهن الطاهرات حاملات القضية بكل قوة عندهن مبادئ لأنهن حاملات على أكتافهن هم الوطن وهم القضية فلا بد أن نحمل نحن في خارج السجون أن نحمل همهم لأنهم شرفنا وعرضنا , حين جاءت صفقة وفاء الأحرار أنا قلت لا بد أن تتوقف الصفقة لأن لينا الجربوني ستبقى في السجون , واليوم لينا في السجن و ربما سيمتلئ سجن هشارون بالأسيرات اللاتي خرجن وما هناء شلبي الأسيرة المحررة في صفقة وفاء الأحرار إلا خليل دليل التي أعيدت للسجن مرة أخرى , ونحن لا نتمنى ذلك ,و لكن نريد وقفة جادة ومسئولة من الحكومة في غزة و في رام الله وأن يأخذوا هذه القضايا بمحمل الجد والصدق والأمانة , هؤلاء من ضحوا من أجل الوطن من أفنوا زهرة شبابهم من أجل الوطن فلا بد من وقفة جادة ومسئولة أمام الله قبل البشر .


- ماذا تشعرين وقد تركتي رفيقات لكي هناك  ؟
 قلتها منذ اللحظات الأولى لتحريري وما زلت أكررها " والله لن تكتمل حريتي إلا بتبيض كل سجون " تركت روحي هناك في السجن ولكن جسدي هنا في غزة لأني عشت المعاناة والحرمان والألم لن أنسى أحبتي في السجن ولن أتركهم , وأنا أكون هنا دائماً في مقر الصليب الاحمر لأتضامن معهن وتركت فصيلي لأتفرغ لهذه القضية و لأكون حرة أدافع عن جميع الاحرار بكل قوة من جميع الفصائل لأنني أرى الفصائل تسير و تجير القضية لأمور حزبية وفصائلية , والفصائل مقصرة كثيراً في قضية الأسرى ولا تقوم بالشكل المطلوب منها لخدمتهم , فنحن نريد أن نكون خدام لهذه القضية بعيداً عن أي تنظيم , بل أقول وأتشرف بذلك أنني بنت فلسطين وبنت الإسلام وسأبقى أدافع عن هذه القضية ما دمت حياً .




- إبنكي يوسف كان أصغر المعتقلين داخل السجن , هل لكي أن تحدثينا كيف رأى النور ؟
أكتشفت في السجن بأني حامل لم أكن أعلم بعد حين الإعتقال , وكان الحمل هو هدية من الله سبحانه وتعالى لي, ولادتي في يوسف كانت صعبة و منعوا ان يكون أحداً من أهلي , وحتى منذ بداية إعتقالي لم أرى أحداً من أهلي لا زوجي ولا أبنائي ولا أخواني وأخواتي كنا محرومين من الزيارة كان معي سجانات وأخذوني أثناء آلام المخاض  وقد أتتي كثيراً الآلام ولكني شعرت بأن يوسف كان يرفض أن يخرج للظلم و العذاب وكأنه قد أحس بأني كيف أعيش كانوا يأخذوني على أساس ولادة ومن ثم يعيدوني على السجن تارة أخرى , كنت أتكبل على سرير الولادة على مدار ساعات دون رحمة و من ثم أعود للسجن 17-1 كان اليوم الموعود لإبني يوسف هذا الطفل الذي رأي النور في الظلمات شاهد نور الدنيا من الرحم و ظلمات السجن كانت الولادة في مستشفى مائير بكفار سابا وفي الحقيقة أن لم أكن أشعر بأني في مستشفي كنت أشعر بأني في ساحة حرب فقد كانت الطبيبة الحاقدة تضربني وتشتمني على مدار الوقت وتطالبني بالإنتهاء بكل إذلال وحقد وبكل كره تقول لي " إرهابية ستلدين إرهابي " , كنت على مدار الوقت أدعو الله أن يخفف عني ولكنها دخلت مرة أخرى مرات كثيرة وأنا أنزف على سرير الولادة وبحاجة لرعاية طبية وهي لم تقدم لي أي شيئ إنما تعدت علي وقلت لها ليس بيدي إنما بيد الله فتعدت على اسم الجلالة فأنا في هذه اللحظات أنتقمت منها بالدعاء عليها ولكن الله المنتقم فقد خرجت مسرعة لتخرج من الغرفة ولكن هناك حائل وهو ستارة ممتدة من باب الغرفة للحائط وقد إصطدمت في الحائط وإرتدت لسريري وهي تصرخ فأخذ أكبر وأهلل بأن الله أنتقم منها وعلى الفور أخذت إبرة التخدير و محلول الجلكوز وهذا هو الرادع لهذه المجرمة بعد 4 ساعات لي من العذاب ومن الإنتقام لكن الله سهل عملية الولادة مباشرة وجاء يوسف وسبحان الله تم تقييدي على مدار 3 أيام بعدها ورفضوا أن يعطوني الغطاء الدافئ مع أنا كنا في أشد أيام البرد شهر يناير وفتحوا علينا المكيف البارد , حرموني من أبسط الحقوق وأنا في هذه الاوقات كسيدة بحاجة لرعاية و لمسات من الأهل والزوج والأحبة ولكن كانت معية الله هي التي تحفني .

- ما الذي دفعكي لأن تذهبي لتنفيذ عملية وأنتي سيدة ولديكي العديد من الأبناء ؟
أولاً أنا ذهبت لحبي لوطني , ومن ثم تعلقي بالإستشهادية سناء البحيصي فمنذ كنت صغيرة قرأت عنها في إحدى الجرائد وعن عمليتها البطولية في جنوب لبنان كانت تركب السيارة و قد نفذت عملية إستشهادية في هذه السيارة بالجنود وقتلت جنود من الإحتلال , فعندما قرأت عن هذه البطلة عاهدت الله سبحانه وتعالى ومن ثم عاهدتها لان أكون على ذات الدرب وذات النهج فأصبح حبي وعشقي لوطني ينمو في قلبي منذ أن كنت زهرة صغيرة متقدمة المسيرات ضد الإحتلال وكانت غزة ما زالت محتلة ولحقني 3 من الجنود على إثر ذلك رجعت للبيت في وقت متأخر كنت يومها 18 عاماً وأدرس في الثانوية العامة, وقد حرمت بعدها من التعليم بسبب ملاحقة الجنود الإسرائيلين لي , وقد حرمني والدي من إكمال الدراسة خشية إعتقالي من الإحتلال , ولكن القدر خبأ لي الإعتقال في السجون ونلت شهادة الثانوية العامة داخل السجن و كنت سعيدة لانها أخذتها داخل السجن ولم أكمل تعليمي العالي لانهم قد حرمونا التعليم بعدها  , وأسأل الله أن يرزقني الشهادة مقبلة غير مدبرة .


- هل عادت حياتكي الطبيعية بعد السجن ؟
والله نوعاً ما , ولكن لا إستقرار إلا بخروج كافة الأسرى وأنا متضامن مع هناء شلبي بإضرابي عن الطعام حتى إنتهاء معاناتها وكذلك تضامنت مع خضر عدنان وفي كل يوم كنت أحضر هنا إلى هذه الخيمة للتضامن وأضربت عن الطعام لقرابة 10 أيام .

- ماذا تقولين للشعب الفلسطيني ؟
كلمتي لأبناء وطني في فلسطين أنا أقول لهم نحن نريد أن نكون في حلق العدو لننهي معاناة الأسرى طبعاً هذا لا يحدث إلا بالإصطفاف حول ملف واحد وكلمة ويد واحدة ورجل واحد و تحت راية واحدة تحت علم فلسطين و لا نريد أن نصطف خلف رايات الأحزاب والفصائل التي تشتتنا وتفرقنا وفرقتنا تصب في مصلحة العدو الإسرائيلي.



- ما رسالتك للأمة العربية بشكل عام و المرأة بشكل خاص ؟
المرأة هي نصف المجتمع كما نعلم ولكن أقول بأنها كل المجتمع لأنها صانعة و مربية الأجيال , المطلوب من الشعوب العربية أن يكون هناك لفتة نحو أبناءهم في فلسطين و المقدسات لأن المقدسات ليست لنا وحدنا وإنما للعرب والمسلمين , يجب أن يكون لدى المرأة العربية صحوة باتجاه فلسطين أن تعلم أبناءها حتى يحملون هم القضية الفلسطينية وهم المقدسات الإسلامية .
لا بد أن يكون هناك شحد الهمم إزاء هذه القضية وعلى رأس ذلك الأسرى نهيب بالأمة العربية أن يهبوا لنصرة الأسرى الذين يضحون من أجل كرامة الجميع بما في ذلك العالم العربي والإسلامي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق