أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

السبت، 25 يونيو 2011

هنية : المصالحة بحاجة لصبر والإستعجال الغير مدروس يضر بها

سليم سليم – صحيفة الفجر التونسية

أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء في غزة أن المصالحة تعد موقفاً استراتيجياً وأنها تمثل الأهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية وثوابتها، ومصير شعبها ، معتبراً إياها ضرورة من ضروريات الوطن والدين والإنسانية.

وقال هنية لمراسل صحيفة الفجر التونسية في غزة : " حتى تتحقق المصالحة تحتاج إلى صبر وحكمة من أجل تجاوز الضغوطات الغربية والصهيونية والإقليمية التي لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتوحد وينهي الفرقة التي تسببوا في إحداثها , وقد يكون الاستعجال غير المدروس مضرة للمصالحة".

وطالب هنية الجميع بالتحلى بأعلى درجات الثبات والصبر من أجل أن تكون المصالحة واقعاً فعلياً وملموساً وأن هذا ليس مستحيلاً أمام الإرادة والتصميم لدى الشعب الفلسطيني , مطالباً بمصالحة حقيقية لا تكتيكية على أساس الشراكة الحقيقة وإغلاق كل أبواب الإنقسام .

وحول الحصار شدد هنية على أن الحصار الممتد لحوالي خمس سنوات بدأ يتلاشى فعلياً وذلك برعاية الله أولاً ثم بصبر وجلد وتكاثف أبناء شعبنا الفلسطيني ثم بالحراك العربي و الإسلامى والدولى الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من خلال تنظيم وفود وقوافل لكسر الحصار عن غزة .

وأستدرك هنية : " لكن الحصار ما زال موجوداً بأشكالٍ مختلفة , ونحن نسعى لإنهائه بشكل تام وإعادة الحياة للوطن وإعادة إعمار قطاع غزة " , داعياً إلى إستمرار القوافل والوفود التضامنية لغزة حتى يتنسم الشعب الغزي الحرية ويتعزز صموده أمام الهجمة الصهيونية التي تحاول طمس وإخفاء القضية الفلسطينية من الخارطة .

وحول تصريحات نتياهو الأخيرة التي رفعت فيها اللاءات الثلاثة للعودة لحدود 67 وللقدس ولحق العودة قال هنية : " هذا ليس بجديد على قادة العدو أياً كان حزبه أو موقعه، فهم ينطلقون من عقيدة واحدة وموقف سياسي واحد وإن اختلفت السياسات والخطابات والألفاظ, مشدداً على أنه لا لدولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها ، ولا دولة بلا عودة .

وأكد أن الاحتلال باطل قانونياً وسياسياً وأخلاقياً، وكل ما يصدر عنه فهو باطل وإن امتلك القوة وفرض نفسه كأمر واقع فهذا لا يغير من المعادلة شيئاً .

أما فيما يتعلق بمواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة فأعتبر هنية تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سياق الاستعداد للانتخابات الرئاسية الثانية والتي تسعى كل الأطراف فيها إلى كسب ود اللوبي الصهيوني والجماعات اليهودية، موضحاً بأن الدوران عكس الرغبة الصهيونية تسبب لهم إشكاليات وهذا ما لا يريده أوباما خصوصاً في هذا الوقت بالتحديد .

وجدد مطالبته للإدارة الأمريكية بالتصالح مع الذات والإنسجام مع الحاضر الذي يتشدقون به , والتوقف عن الانحياز للاحتلال والنظر بعين واحدة والكيل بعدة مكاييل وموازين , مشيراً إلى أن العدل والمساواة أساس الملك لا التسلط والكبرياء.

وحول سؤال للفجر عن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل الثورات العربية فأعتبر رئيس الوزراء في غزة أن الثورات العربية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة جمعاء , متوقعاً مستقبلاً مشرقاً للقضية الفلسطينية في ظل الصحوة العربية وبشريات النصر والتمكين التي تلوح بالأفق .

وخاطب هنية الشعب التونسي قائلاً :" أنتم أهلنا، وربعنا، ونحن جزء منكم، وأنتم جزء منا، ونقدر عالياً ثورتكم البيضاء النظيفة، وندعو لكم الاستمرار في التغيير والإصلاح والاستقرار على قاعدة تجنب أخطاء الماضي، وتحقيق الانسجام والشراكة بين كل ألوان الطيف التونسي.

وطالب هنية الشعب التونسي بضرورة وحدة الصف والانتباه للمكائد الخارجية والحفاظ على المنجزات والمكتسبات ، داعياً الله أن يحفظ تونس وشعبها وخبراتها ، وأن يعافيها ويمكن لها، ويجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق