أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الاثنين، 22 أغسطس 2011

هل يحتل الناتو ليبيا ؟!



بقلم : سليم محمد سليم
منذ أكثر من أربعين عاماً ظلت ليبيا تعيش التخلف والرجعية بعد أن سيطر عليها العقيد معمر القذافي جراء إنقلابٍ نفذه عام 69 , وأتخذ العقيد القذافي شعار " خاّلف تعرّف " فأخذ يتغنى بأنه ابن الخيمة وابن البادية , ويتصرف بتصرفات غريبة جداً لا تليق برئيس .



فلا تحتوي ليبيا القذافي لا على مجلس تشريعي ولا حكومة منتخبة و لا مجالس بلدية أو ما شابه كما يحصل في أي بلد ديموقراطي في العالم حتى أنه لم يحب أن يسميه الناس رئيساً بل زعيماً وفاتحاً أو العقيد لا عقيد لأن العقداء كثار وهو العقيد الذي لا يوجد مثيله في العالم .



وقد حكم القذافي ليبيا بالحديد والنار و لم يجرؤ أحدٌ خلال الأربعين عاماً على إنتقاده لأن من يفعل ذلك سيلقى حتفه على الفور , فالموت الأكيد والمحقق هو مصيره فلا أسر ولا غيره لدى القذافي , و ما مجزرة البو سليم التي نفذها القذافي في تسعينات القرن الماضي إلا خير شاهد على ذلك والتي راح ضحيتها أكثر من ألف ونصف من الليبين .



وبعد نجاح الربيع العربي في مصر و تونس إنتقل إلى ليبيا المختار لتتخلص من طاغيةٍ
أعادها إلى الوراء آلاف السنين , فإنطلقت الثورة في ال 17 من فبراير حسب التوقيت العربي لربيع الثورات .



و الجميع هنا يدرك أن القذافي كان مجنوناً بإمتياز في تعامله مع ثورة الشعب الليبي وهذا كان واضحاً من خلال تصرفاته التي لا تنم عن تفكير إنسانٍ يحمل عقلا بشرياً البتة .



القذافي واجه الثورة التي إندلعت من البداية من خلاله كتائبه الأمنية بالقتل بالرصاص الحي و نشر المدرعات وقصف الطائرات حتى قتل الآلاف من أبناء الشعب الليبي خاصة في المناطق الشرقية كبنغاري وطبرق والبيضاء وغيرها من المدن الليبية فما كان من الثوار الليبين إلا أن يدافعوا عن أنفسهم حتى هبوا هبة واحدة منتفضين ليسيطروا على مقراتٍ تتبع للقذافي لتتحول حينها الثورة الليبية إلى مسلحة بفعل جرائم القذافي والبادئ أظلم .

راح القذافي يتهم شعبه بالجنون و بأنهم جرذاناً ويتعاطون حبوب الهلوسة متسائلا بلغة شديدة الإستغراب والإستنكار: "من أنتم " ؟! , كيف لكم أن تتمردوا على إلهٍ لكم أطعمكم وشرّبكم و وجعل لكم جماهيرية يقودها معمر عقيد الحكام العرب وإمام المسلمين , و أنزلت عليكم الكتاب الأخضر الذي فيه ما لم يخطر على بال بشر و جعلت لكم المجالس الشعبية وأمرتكم بطاعتي وعدم عصيان أمري .




و مع هذه الأحداث كلها وجدت الثورة الليبية تعاطفاً كبيراً من قبل العالم العربي كونهم مؤيدين للربيع العربي , و قد أزهر فعلاً في تونس ومصر , و كان عربياً خالصاً بعيداً عن أي إرادة خارجية , و هذا ما لم يدُم بحسب بعضهم في ثورة ليبيا حتى أستجار الثوار بالناتو .

ولكن هنا قبل أن ندخل في موضوع الناتو أود التنويه بأنه وصلتني معلومات من مصادر موثوقة ألتقيتم بهم في فلسطين بعد أن فروا من ليبيا بأن القذافي كان ينوي فعلياً الهجوم على المناطق التي يسيطر عليها الثوار وأول ذلك بنغازي وقد وصلت فعلياً أرتال دبابات القذافي إلى بنغازي لتطهيرها من الثوار وإستعادة السيطرة عليها حتى جاء الناتو ليخلصهم من هذا الجنون الذي كان يريد أن ينهي كل شيئ في ليبيا إلاه ومن آمن به بعد أن قام بقتل الآلاف دون النظر إلى فداحة جرائمه التي ترتكب دون وزاع إنساني ولا ديني ولا إجتماعي ولا وطني ولا غيره .



و لعل العديد هنا يقول بأن الناتو جاء لليبيا لإحتلال البلاد كما حدث في العراق تماماً بحجة خلع ديكتاتور طاغية فهلل الشعب وطبل وزمر , تماماً كما كان مع صدام , لكني أرى أن هناك ثمة فروق كبيرة بين البلدين ليبيا والعراق مع العلم أني لست مع أي تدخل خارجي في إرادة الشعوب الحرة , مع لفت الأنظار هنا أن الشعب الليبي طرق أبواباً عدة قبل اللجوء إلى الناتو وخاصة الدول العربية و العرب الذين أبدوا عجزاً واضحاً عن القيام بمثل هذه الخطوة لحماية الشعب الليبي لوحدهم .

أولاً : ماذا حدث في العراق هو إحتلال بمعنى الكلمة من الجو الطائرات وعلى الأرض الدبابات والآليات العسكرية والجنود والسجون كأبو غريب الذي مورست فيه أبشع الجرائم , أما ما كان في ليبيا فحظراً للطيران لحماية المدنيين و مساعدة الثوار مع إدراكي بأن هناك أخطاء قد أرتكبها الناتو وجب عليه أن يعتذر عنها وقبل ذلك كان عليه أن يتوخى الدقة لضمان عدم قتل المدنيين .

ثانياً : إن الثوار في ليبيا هم من قاتلوا القذافي وكتائبه الأمنية وصولاً للإنتصار الذي حققوه في طرابلس بأيديهم وكانت البهجة عامة في ليبيا وغيرها من الشعوب التي سعدت بالحرية والإنعتاق من العبودية , على عكس ما كان في العراق من أن الأمريكان هم من أسقطوا الرئيس العراقي وقتلوه وصلبوه وبسطوا قبلها نفوذهم على الأراضي العراقية وتحكموا و وضعوا من شاؤوا فكانت ديموقراطية مزعومة على أهواء واشنطن .

ثالثاً : أمريكا مأزومة في العراق وأفغانستان و لديها خسائر مادية ومعنوية كبيرة فقتل من جنودها الآلاف إلى جانب من شاركها من دول الحلف الأطلسي , ثم إنفاقها ملايين الدولارات في حربها وهذا ما أجهد ميزانيتها حتى أصبحت تعاني من أزمة مالية , وهذا كله لا يجعل بوسعها أن يكون عليها سهلاً إحتلال بلد جديد يكلفها أكثر من طاقتها وهذا واضحٌ من خلال التصريحات الأمريكية التي صدرت من الكونجرس وأنتقدت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمشاركة قوات أمريكية في فرض الحظر الجوي على ليبيا .

رابعاً : أمريكا تغيرت بعد الربيع العربي فأمريكا قبل الثورات ليست كما بعد وهذا واضح من خلال اللهجة الأمريكية وتعاطيها مع الشعوب العربية لأن هناك قوة تسمى الشعوب لا يمكن لأحد أن يتجاوزها وهي المعادلة الأساسية اليوم ويجب على الجميع أن يعمل لأجل إرضاءها , ولا أعتقد أن أمريكا قادرة على أن تسير عكس تيار الشعوب هذه الأيام على سبيل المثال بارك أوباما ثورة مصر بعد ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام مبارك مع أنه كان حليفاً لأمريكا وإسرائيل في المنطقة .

ختاماً لغة المصالح تتكلم إذاً فإذا كانت مصالحنا تتوافق مع ما يقدمه الغرب فلا أعتقد هناك أي مانع مع التعاطي مع ذلك ولكن بحذر شديد , و إن كانت المساعدة لليبيا في الإنتقال لحكم ديموقراطي فلتكن , وإن كانت بعد ذلك هناك أي نية لإحتلال غربي فلتكن المقاومة.

للتواصل :
تويتر :
http://twitter.com/#!/saleempress
فيس بوك :
http://www.facebook.com/pages/saleem-saleem/204620569577343

هناك تعليقان (2):

  1. أرجو أن تضيف التركيب البشري للعراق الذي يجعلها تنقسم عرقا إلى مجموعة أعراق و تنقسم دينيا إلى عدة أديان و تنقسم الأديان إلى طوائف، هذا الأمر في ليبيا لا وجود له لا عرقيا و لا دينيا و لا طائفيا، إضافة إلى أن هناك أبعاد إقليمية كانت تترصد بالعراق بحيث الحرب فيها تحتاج إلى تدخل بكل أنواع التدخل العسكري، و أخيرا ثوار ليبيا سيطروا على أكثر من نصف ليبيا قبل أن يتدخل الحلف خلافا للعراق التي كان يحكم عليها صدام قبضته

    ردحذف
  2. بارك الله فيك أخي الشاعر عبد الله عمران , أسعدني تواجدك , ونسأل الله أن يجنب ليبيا وكل الأوطان الفتن ما ظهر منها وما بطن

    ردحذف