أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

السبت، 27 أغسطس 2011

غزة .. ما بين الهدوء والنار



سليم محمد سليم
ما أن تهدأ موجة التصعيد بين الإحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية حتى تعود للتصعيد تارة أخرى ثم تعود للهدوء , فالأًصل في هذه المرحلة هو الهدوء , و لكن لا يخلو ذلك التصعيد الذي يكون بين فينة وأخرى .

يوم الخميس الماضي 18 أغطسطس كانت عملية إيلات الفدائية التي حصدت 7 قتلى من الصهاينة وأصابت العشرات , و بدأت عندما أقدم مسلحون يستقلون سيارة مدنية على اعتراض حافلة سياحية تابعة لشركة إسرائيلية لإطلاق نار على إحدى مفارق مدينة إيلات, وقد قتل خمسة من المنفذين , وأثناء تمشيط لجيش الإحتلال على الحدود المصرية مع الأراضي المحتلة قتل الإحتلال خمسة من الجنود المصريين .

عقب العملية وعلى الرغم من عدم إعلان أي أحدٍ لا في غزة وغيرها عن المسؤولية ولم تتضح معالم هذه العملية بعد إلا أن إسرائيل سارعت لتحميل غزة مسؤولية هذه العملية وتوعدت على لسان أيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي بشن هجمات قاسية على غزة ظناً منهم أن غزة هي الخاصرة الأضعف في المنطقة وبالتالي تقوم إسرائيل بعدوان لإستعادة هيبتها من جانب ومحاولة إطفاء نيران الإحتجاجات الداخلية المتأججة منذ أسابيع و تطالب نتياهو بإصلاحات إجتماعية وإقتصادية .

فكانت غزة على موعد مع عدوان جديد فبعد بضع ساعاتٍ قليلة أغارت طائرات الإحتلال على بيت مدنيٍ في مدينة رفح جنوب قطاع غزة , فيما بعد أتضح أن مجموعة من قيادات ألوية الناصر صلاح الدين تتواجد فيه وقد أستشهد ثلاثة من أبرز قيادات الألوية بينهم الأمين العام أبو عوض النيرب , إضافةٌ إلى عدد من الشهداء بينهم طفل وإصابات من المدنيين الفلسطينيين .


فصائل المقاومة الفلسطينية من جانبها توعدت إسرائيل بالرد القاسي على هذه الجريمة الكبيرة التي أرتكبتها في محافظة رفح جنوب القطاع ثم سارعت للرد عليها بما تملك من صواريخ الجراد و صورايخ أخرى محلية الصنع على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة .

و واصلت إسرائيل من جانبها العدوان على غزة من غارات على منازل وسيارات للمواطنين و مقرات أمنية تتبع للحكومة في غزة حتى وصل عدد شهداء العدوان إلى 15 شهيداً بينهم طفلان وعشرات الإصابات غالبيتهم من المدنيين .

من جانبها المقاومة الفلسطينية ومع تواصل العدوان ردت القصف بالقصف فأطلقت عدة زخات صاروخية جديدة موقعةٌ عدداً من القتلى و الجرحى المؤكدة بعد قصف أستهدف مدينة النقب المحتلة , حتى أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية الأخيرة , بعدها أطلقت المقاومة ولأول مرة صاروخ أرض بحر على الزوارق البحرية الإسرائيلية المتواجدة في عرض بحر غزة .

تلا ذلك تهديداتٍ إسرائيلية متواصلة كانت تطالب بشن حرب جديدة على غزة على غرار عملية الرصاص المصبوب , و منها من طالبت بإغتيال جميع قيادات حركة حماس , و منها من حرضت على رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية بإغتياله وقد بث التلفزيون الإسرائيلي صوراً لهنية مباشرة وهو يؤدي صلاة التراويح بأحد المساجد في غزة .

بالتزامن مع هذه التهديدات كانت هناك جهود دبلوماسية تبذلها عدة أطراف منها الحكومة في غزة للتوصل لإتفاق تهدئة متبادل بين الطرفين لتجنيب غزة رصاص مصبوب 2 , وقد ترافق ذلك مع وصول وفدٍ إسرائيلي إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المصريين .

ولأن أبرز طرفي الصراع إسرائيل وحماس لا يريدان فعلياً أي مواجهةٍ في الفترة الحالية وليس من مصلحتهما , تم التوصل إلى وقف لإطلاقٍ النار أعلنت عنه من الجانب الفلسطيني الحكومة في غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية , فيما أوقفت إسرائيل النيران على غزة .

و قد عزا محللون قبول إسرائيل لهذه التهدئة بأنه جاء كثمن لمصر على مقتل 5 من جنودها إلى جانب إعتذراها علانية لجمهورية مصر بعد طلبٍ رسمي مصري بالإعتذار من إسرائيل , هذا إلى جانب تواصل الضغوط الشعبية في مصر أمام السفارة الإسرائيلية لطرد السفير الإٍسرائيلي من القاهرة من قبل شباب الثورة , وقد تم إنزال العلم الإسرائيلي من فوق المبنى و وضع بدلاً منه العلمان المصري والفلسطيني , ولذلك لا تستطيع إسرائيل أن تتجاهل دور مصر لأنها اليوم غير بعد 25 يناير .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق