أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الأحد، 4 سبتمبر 2011

طوكيو لغزة أقرب

بقلم : سليم محمد سليم

قرابة النصف عقد ولا يزال الإنقسام الفلسطيني الحاصل بين غزة والضفة " سيد الموقف" هذا الإنقسام الذي أهلك الحرث والنسل ولم يرحم صغيراً ولا كبيراً رجلاً أو أمرآة عجوزاً ولا كهلاً , فتكاد تجد أن لا محرمات في هذه الفترة إلا وتم إنتهاكها بطريقة أو بأخرى .

فالكثير من المحرمات في العرف الفلسطيني قد أرتكبت فعلياً بدءاً بتقديم أكبر هدية للإحتلال بإقتسام الوطن لسهولة السيطرة عليه على أساس القاعدة الإستعمارية " فرّق تسد " , ومروراً بالإعتقالات السياسية وتكميم الأفواه و فرض الرأي و العمل على تجفيف منابع الرأي الآخر , وإغلاق المؤسسات والجمعيات الأهلية , فيما لم يسلم الأمر حتى من سفك الدماء , وصولاً لأحدثها ألا وهو إختلاف التوقيت .

إنه فعلاً لمن المضحك المبكي أن نجد الساعة مختلفة في غزة ورام الله وكأنه توقيت جرينتش أوباريس , فمع بدء شهر رمضان المبارك ألتزمت الحكومتان بالتوقيت الشتوي لكن وما أن أنقضى الشهر الكريم أبقت غزة على التوقيت الشتوي في حين أن رام الله عادت للتوقيت الصيفي أي أن هناك فرقاً بمقدار ساعة بين الجهتين ويأتي هذا بالتزامن مع عيد الفطر السعيد و بداية العام الدراسي الجديد .

وليس ذلك فحسب بل إن بعض المؤسسات في غزة أعلنت أنها ستلتزم بالتوقيت الصيفي الذي أقرته رام الله كجامعة الأزهر على سبيل المثال التي تتبع لحركة فتح في حين أن الجامعة الإسلامية التي تتبع لحماس التي تلاصقها تلتزم بالتوقيت الشتوي .

هذا جميعه خلق إستياءاً كبيراً لدى المواطن الفلسطيني إذ أنه أصبحت الأمور تختلط عليه في التوقيتين فأصبح حيراناً و تدور في ذهنه عدة تساؤلاتٍ أبرزها مع أي الحكومتين سيلتزم التوقيت وهل سيكون شتوياً أم صيفاً ؟! و إن كان الساسة في البقعتين المنقسمتين لم يفلحوا في توحيد عقارب الساعة فكيف يمكن أن يكون بوسعهم أن يتوحدوا على قرارٍ واحد ؟!

موجة الإستياء هذه لم تخلو من الطرائف والنكات التي أطلقها الفلسطينيون للتهكم على هذا الإختلاف فتجد أحدهم يقول :" أخشى السنة الجاية يكون غزة فيها عيد والضفة لا تزال في صيام " , وآخر يتندر :" على هيك طوكيو صارت أقرب إلنا من الضفة " , فيما يتساءل أحدهم : " مذيع الأخبار هل سيذكر توقيت غزة أم الضفة وكيف له أن يوفق بين مستمعيه ؟! " , أما آخرون فراحوا يشكرون دولتي غزة والضفة على هذا القرار وأقترحوا بتبادل السفراء بين البلدين .

هذا أيضاً من شأنه أن يأُثر خارجياً أيضاً إذا أن العالم الخارجي يستغرب كيف لهذا أن يحدث مع شعبٍ طالما عودنا على النضال والجهاد منذ عقود طوال و علمنا أروع ملاحم الصمود و الكرامة ؟! مع العلم بأن الكثير من وسائل الإعلام وخاصة الفضائية كانت تضبط ساعتها بتوقيت القدس المحتلة فكيف ستكون الآن هل ستقول بتوقيت رام الله أم غزة ؟!

وأمام هذه التساؤلات التي تطرح من قبل المواطن الفلسطيني أو غيره فإنه يتوجب على الساسة الفلسطينيين في غزة والضفة أن ينظروا جيداً لما وصلت إليه القضية الفلسطينية جراء هذا الإنقسام وليراعوا جيداً مطلب الشعب نحو المصالحة لأنه هو الذي أوصلهم لسدة الحكم وهو الذي قادر على تغييرهم أيضاً ولهم في الثورات العربية مثلاً, وليراعوا جيداً نظرة العالم الخارجي إلينا قبل أن يتخذوا قرارات من هذا القبيل تجعل منا مهزلة أمام الآخرين .

إعلامي من فلسطين
saleem.tv@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق