أهلا ومرحباً بكم .. إلى مدونتكم

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

هل ستكون فلسطين الدولة 194 في الأمم المتحدة ؟!

سليم سليم – الفجر التونسية :

في الثالث والعشرين من أيلول الحالي ينطلق الفلسطينيون من الأراضي المحتلة إلى رحاب الأمم المتحدة بعد حملةٍ شعبية ودوليةٍ قامت بها السلطة الفلسطينية طافت بها دول العالم لتحشيد الرأي العام العربي و الإسلامي والدولي للتصويت لدولة فلسطينية في حدود عام 1967.

إسرائيل من جانبها أخذت الإستعدادت لمواجهة هذا الاستحقاق الفلسطيني تخوفاً مما أسمته انتفاضة فلسطينية ثالثة وأخذت بالتجهيز لقمع الفلسطينيين عسكرياً في حال نظموا مسيرات تنطلق نحو الحدود مع غزة والضفة , مع استعدادات دبلوماسية بحملة مضادة للفلسطينيين لإجهاض اعتراف دولي بدولتهم .

أمريكا هي الأخرى دخلت على الخط بقوة وأجرت اتصالاتها مع الجانب الفلسطيني لمحاولة ثني السلطة عن خطوتها للعودة لطاولة المفاوضات فأرسلت أثنين من مبعوثيها فيما عرف بالمحاولات الأخيرة لكن فشلت حتى هددت صراحة السلطة باستخدام حق النقض الفيتو في وجه أي طلب فلسطيني بدولة مستقلة .

ويقول الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء للفجر : " بأن هذه القضية حركت الشعب الفلسطيني بكل فئاته السياسية والفكرية وجعلت على الأقل قضية يناقش فيها الفلسطيني بغض النظر ما طبيعة هذه الخطوة أو مدى ما يمكن أن يؤمله الفلسطينيون منها على الأقل نحن نتحاور الآن داخل الساحة في الأوساط الفكرية حول القضية قد يتفق البعض على أهمية الخطوة وقد لا يتفق آخرون " .

ويعتقد الدكتور أحمد يوسف أن التوجه منقسمين للأمم المتحدة لا يضعف كثيراً التوجه للأمم المتحدة في أيلول لأن السلطة تعتمد في المقام الأول على الموقف العربي والإسلامي الذي يدعم الرئيس أبو مازن أما الشارع فهناك لوم لماذا لم يذهب أبو مازن بعد أن ينجز المصالحة ولكن أبو مازن ارتأى أن الوقت غير كافي للمباشرة في خطوات عملية في اتجاه نجاح المصالحة وأنشغل في موضوع أيلول من خلال حشد الرأي العام العربي والإسلامي والدولي للتصويت للدولة .

وحول سؤال للفجر عن ما يحدث خلال الأمم المتحدة يتوقع الدكتور يوسف أن تكون هناك ضغوط دولية كأن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً عليه بالتراجع خطوة للخلف حتى يخفف أبو مازن من طلبه بأن تكون هناك دولة في موضع المراقبة وليس دولة كاملة العضوية وبالتالي لها كامل الاستحقاقات كأي دولة في الأمم المتحدة على الأقل في هذه المرحلة.

ويرى المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بأن ذلك خطوة للأمام وإنجاز على الطريق و ربما يكون في العام القادم ظروف دولية وسياسية أفضل ولا ضير أن يكون هناك طلب مرة أخرى للمطالبة بدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة .

ويشير الدكتور يوسف بأن المتوقع بعد أيلول هي خطوة في اتجاه المصالحة و مباشرة العمل فيما تم الاتفاق عليه في القاهرة و ورقة التفاهمات الفلسطينية لإنجاز المصالحة التي ستكون في الذهاب للانتخابات و إصلاح منظمة التحرير و المصالحة الاجتماعية وحكومة انتقالية ترعى مثل هذه التحركات .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله في إستحقاق أيلول بأنه معركة سياسية هي الأهم مع الإحتلال الإسرائيلي تعبر عن يأس لدى المفاوض الفلسطيني في الوصول إلى تسوية مع إسرائيل من خلال المفاوضات فهي معركة دولية يعتقد الفلسطينيون بأنهم تمكنوا من تحشيد أغلبية الدول لصالحها .

مضيفاً بأن إسرائيل سلمت بهزيمتها في هذه المعركة الدولية وتناور على دول النوع في أوربا كفرنسا وبريطانيا و ألمانيا للتصويت ضد إعتراف بدولة فلسطينية .

ويعتقد عطا الله بأنه سيكون هناك قبول دولي لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة ولكن بعده سيتم التصويت بحق النقض الفيتو ضد هذا القرار من قبل الولايات المتحدة كما هددت بذلك بالتالي يعلق تطبيق هذا القرار الأممي , مضيفاً بأن الفلسطينيين تمكنوا من تحشيد أكثر من ثلثي الأعضاء بواقع 128 دولة للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويضيف عطا الله بأنه لن يحدث على الأرض شيء ولكن في اليوم التالي ستكون إسرائيل تحتل دولة أخرى في المنطق الشرعي وبعدها يصبح لدولة فلسطين أن تتقدم بطلب محاكمة للإحتلال كونها ستصبح عضو في الأممم المتحدة , مشيراً إلى أن إسرائيل تدير ظهرها للأمم المتحدة ولمجلس حقوق الإنسان والمحاكمات الدولية وهذا واضح ولكن التصويت بحد ذاته يضعف صورة إسرائيل في العالم كله .

ويعتقد عطا الله بأن إسرائيل ستدفع ثمن لاحقاً إن تم الإعتراف بفلسطين كدولة في الأمم المتحدة وشرعية إسرائيل ستمرغ بشكل كبير نتيجة لهذا الإعتراف الأممي في حال تم وستصبح إسرائيل أكثر عزلة .


ويعتبر عطا لله بأن إستخدام الفيتو يأتي في إطار الإنحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل وأن أمريكا لم تقرأ المتغيرات في العالم العربي بشكل واضح إنحياز أعمى تمارسه إلى جانب إسرائيل لأسباب تتعلق بإنتخابات أمريكية داخلية قادمة ليس أكثر مضيفاً بأن الولايات المتحدة ستدفع لاحقاً ثمنه مع تقدم الربيع العربي والوقع العربي لا يقبل مزيداً من الإملاءات الأمريكية .

ويقول عطا الله للفجر : " ما بعد أيلول يبدو أنه مبهماً بين الجانبين وهناك ضبابية فالطرف الفلسطيني يريد أن يستأنف المفاوضات لكن من منطق قوة لأنه يفاوض من منطق أنه دولة في الأمم المتحدة والطرف الإسرائيلي لا يريد للفلسطيني ذلك " .

ويختلف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع ما سبق ويرى بأن التوجه للأمم المتحدة بأن هناك تضخيمٌ في هذا الموضوع لأنه لن يعطي الكثير للفلسطينين على أرض الواقع وكل ما هنالك سيكون له صدى إعلامي وبعض التأثير المعقد على الرأي العام سواء كان على الجانب الدولي أو العربى أو حتى على الجانب الإسرائيلي , موضحاً بأن عباس يستخدم هذه الورقة للعودة لطاولة المفاوضات .

ويستدرك الصواف بأن التوجه للأمم المتحدة من أجل منح الفلسطينين مكانة وعضوية غير كاملة تسمى عضوية شرف وهذا لن يحقق للفلسطينيين أي دور في مؤسسات الأمم المتحدة ولا يمكن أن تقام الدول عبر قرارات للأمم المتحدة ولا يمكن أن تكون دولة تحت الإحتلال.

ويقول الصواف : " القرار بالتوجه للأمم المتحدة للإعتراف بالدولة مع تبادل أراضي هذا يفقد مشروع 181 مشروعيته أو ما منحه للشعب الفلسطيني لأنه منحهم حوالي 45% من فلسطين التاريخية بينما لن يزيد هذا التوجه عن 22 % وهذا فيه خسارة للشعب كذلك إعتراف بدولة فلسطينية في ظل وجود الإحتلال سيلقي بظلاله على حقوق اللاجئين الفلسطينين .

مضيفاً بأن تعامل الأمم المتحدة مع هذه القضية سيشرعن لعملية التوطين علاوةً على توجه لدى الإدارة الأمريكية وإسرائيل وقبول لدى السلطة الفلسطينية بالقبول بيهودية الدولة مقابل الإعتراف بدولة فلسطينية وهذا بدوره سيشكل خطورة على فلسطيني الداخل .

وعن إنعكاسات أيلول على المصالحة يوضح الصواف بأن المصالحة مجمدة إلى حين تحقيق ما يسعى عباس لتحقيقه مع الجانب الإسرائيلي بعد المفاوضات و أن المصالحة ستمضي قدماً للأمام وتتوقف عند إتفاق القاهرة , مشيراً إلى أن عباس يعرف بأن العقبة في سلام فياض عباس لأنه يدرك بأن حماس لن تقبل به كرئيس للوزراء و قد وقع المصالحة بشكل تكتيكي وليس إستراتيجي لينال على تفويض فلسطيني له بالتوجه للأمم المتحدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق