سليم سليم :
"عندما وصلنا شعرنا بأن الأرض والسماء تستقبلنا في الأحضان كانت الطبيعة ترحب بنا تستقبلنا الأرض والشجر وكان الجو مشحون بالعاطفة ما بين الطبيعة في غزة وبين زوراها في تونس غزة الجميلة ببحرها بجوها بترابها بمبانيها بشعبها الطيب المضياف " هكذا تبدأ تعبر مريم الدابي المشاركة في قافلة الكرامة التونسية التي وصلت لغزة السبت الماضي 24 سبتمبر 2011 عن شعورها بوصولها إلى غزة .
صمود رغم الدمار
وتضيف الناشطة الحقوقية مريم الدابي 31 عاماً من تونس العاصمة : "زيارة فلسطين كانت بالنسبة لنا حلم كانت بمثابة الفرحة العارمة التي لم نقدر أن نعبر عنها لا بالدموع ولا بالابتسام كنا في حال الذهول شخصياً كان عندي العبرة ما قدرتش أعبر عن فرحتي لوصولي للتراب الفلسطيني ".
وحول الذي لفت مريم في غزة فهي مفارقة هو الدمار الموجود في كثير من الأماكن في غزة في الشوارع والأحياء في المقابل كان الصمود والصبر عزة النفس والأمل الذي يتمتع به الغزيون رغم الدمار وأن هناك أمان ولا خوف رغم الحصار ورغم الإحتلال .
وتتكون قافلة الكرامة التونسية التي تزور غزة من 5 أفراد وتحمل معها مساعدات عينية من أدوية تصل إلى 400 كيلوا جرام و كراسي كهربائية ولكن القافلة لم تستطع أن تدخل بالمساعدات إلى القطاع .
مناشدة للتوانسة
وتناشد مريم الدابي السلطات التونسية والمصرية ومؤسسات المجتمع المدني لإيجاد حل لعدم إدخال المساعدات إلى غزة التي تقول بأن أهل غزة هم بحاجة إليها بعد التأكد من وجود نقص كبير في الأدوية بغزة , موضحة أن هناك إشكالية في إدخال الأدوية مع بعض أشخاص من تونس وأن السلطات المصرية لم تمانع دخول المساعدات .
وحول رسالة تونس لغزة تقول مريم : " الشباب التونسي في المطار قال مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة فهذه أمانة أتينا بها لشعب غزة والرسالة الأخرى أن تونس متواجدة تدافع وتحمل القضية الفلسطينية لكن كان هناك تعتيم إعلامي كبير قلنا رغم البعد أن تونس تحمل فلسطين في قلبها وإن شاءالله في الحدود وإحنا وراكم وحنحاول ندفعكم معنوياً ومادياً لتقاوموا ".
يذكر بأن قافلة الكرامة التونسية هي القافلة الأولى التي تصل من تونس عقب الثورة التونسية في السابع عشر من ديسمبر والتي أسقطت زين العابدين بن علي .
إستقبال رائع
ويقول المحامي إلياس بن سدرين 29 والمشارك في قافلة الكرامة : "كنت فخور جداً بهذه الزيارة وهذا شرف لي كتونسي أن أزور غزة التي قبلت ترابها منذ وصولي إليها بعد محاولات عديدة كانت لي في عهد نظام البائد بن علي ولكني لم أنجح سوى هذه المرة وكانت الرحلة صعبة التي إنتظرناها برشة برشة والإستقبال رائع في غزة وحتى في مصر لنا في هذه القافلة " .
ويضيف إلياس : " هناك معاناة في غزة رأينها من خلال العائلات التي زرناها و آثار الدمار وشاهدنا بأعيننا الحياة في القطاع لكن عندهم روح الصبر والأمل وصابرين وصامدين وهذا ما فاجئني و الأطفال يلعبون في الحدائق وأنا أرى الحياة موجودة و الأمل موجود ".
ويخاطب إلياس الغزيين بقوله : " عليكم أن تصمدوا ضد الإحتلال وأن تواصلوا القتال وما ترخوش , والشعب التونسي معاكم وإن شاءالله القافلة هذه تفتح الأبواب لقوافل أخرى " .
وفي رسالته للشعب التونسي يطالب إلياس الشباب الإهتمام أكثر في القضية الفلسطينية خاصة شباب فلسطين الذي يحتاجون لرفع المعنويات ولا يحتاجون مساعدات مادية بقدر المعنوية وذلك من خلال الرسائل المكتوبة و عبر الهاتف والفيس بوك .
تونسي الجنسية فلسطيني القلب
أما أصغر المشاركين في القافلة وصاحب الفكرة نور الدين بالغالي 23 من منطقة طبلبة في ولاية مونستير فيقول : " أنا تونسي الجنسية ولكني فلسطيني القلب ".
ويتحدث نور الدين عن فكرة القافلة : "حاولت المشاركة في أسطول الحرية لكني لم أستطع وكنت عملت تركيزي أدخل غزة وبعد الفكرة فكرت في عمل قافلة تونسية لكسر الحصار عن غزة وشيئاً فشيئاً الحمد لله أصبح الحلم حقيقة و نظمنا قافلة تونسية وسيرناها نحو غزة كانت هناك صعوبات في البداية لكن ربنا سهل ونجحت الفكرة بعد أن تقابلت مع ناس مناسبين في الوقت المناسب لتنظيم القافلة ".
ويواصل نور الدين حديثه : " كنت في تونس كنت أتابع غزة لحظة بلحظة عبر الإنترنت من خلال أصدقائي في غزة لكنا لم نكن على إتصال بالعائلات ولكن اليوم ذهبنا لبعض عائلات الشهداء و شفنا مباني مدمرة ونشعر بالتقصير أمام شعب فلسطين في غزة أنا أشعر أني بين أبناء بلدي ولا أشعر بالغربة هنا" .
وتقول ريم سالمي 29 عاماً وإحدي المتضامنات في قافلة الكرامة : " أنا لم أستوعب أنني في غزة لم أصدق نفسي بأني بين أهل فلسطين نحن نحمل القضية الفلسطينية في قلبنا منذ طفولتنا تربينا أن نحافظ على شرفنا وعرضنا بتاريخها بثقافتها بميزاتها كلها في كل شيء عانتوا هي شرفنا وعرضنا كعرب وكمسلمين وهذا حلم بالنسبة لي دخولي لغزة وبوستي للأرض لا توصف والكل يحسدنا على هذا شيئ تاريخي في حياتي سيبقى للأبد " .
زيارة تاريخية
و تضيف ريم : " نحنا جايين من تونس ونحمل أمانة أنوا نحنا معاكم بقلب ورب ولآخر لحظة ولآخر نفس نتنفسوا إحنا مستعدين لأي شيئ نساعدكم لو كان مساعدة مادية معنوية بحضورنا بغيابنا إحنا معاكم في كل لحظة بدمي ونفسي مستعد إني أساعد والثورة بلشت من تونس وما راح تكتمل إلا بتحرير فلسطين" .
.
وتواصل إحدى المتضامنات حديثها : " أحسست باني أعرف هذه البلد من زمان من خلال أهلها كرمهم وترحابهم و طيبتهم ناس جداً مميزين ونقولها من القلب الذي رأيتو من كرم شعب فلسطين في غزة سيبقى في قلوبنا للأبد محفور إن شاءالله فقد كان إستقبال جداً رائع منذ اللحظة الأولى التي دخلنا فيها من معبر رفح جداً كجهات رسمية ومؤسسات استقبلونا و أشعرونا بأننا في بلادنا و بين أهالينا وما قصروا في ولا شيئ ".
".
ويقول قيس بو زيد 30 عاماً مدرس تكنولوجيا من صفاقس و المشارك في قافلة الكرامة : " كان نفسي أرى فلسطين والحمد لله ربنا أكرمنا وشفت غزة وشفت المقاومين والمناضلين عندما دخلنا شاهدنا شيئ غير عادي كان القلب يدق بسرعة غريبة الحمد لله يا ربي أول شيئ عملناه قبلنا أرض غزة أرض المجاهدين والمقاومين ".
ويضيف بو زيد رأينا في غزة هناك حاجة تشدنا للناس بالرغم إنا ما بنعرفهم وقد تمكنا من زيارة عائلات الشهداء عائلة السموني وبيت الشيخ أحمد ياسين وتعرفنا على المباني المدمرة والآثار وزرنا قيادات وشخصيات في غزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق